The Story of Civilization

Will Durant d. 1402 AH
81

The Story of Civilization

قصة الحضارة

ناشر

دار الجيل

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

إنه مما لا شك فيه أن الشهوة الجسدية ليست هي التي دفعت الناس إلى نظام الزواج، لأنك لا تجد في الكثرة الغالبة من الشعوب الفطرية الا قليلًا- ذلك إن وجدت شيئًا على الإطلاق- من القيود المفروضة على العلاقات الجنسية قبل الزواج؛ ولان الزواج بكل ما يسببه من مضايقات نفسيه وبكل ما فيه من قيود، يستحيل عليه أن ينافس الشيوعية الجنسية في إشباعها للميول الجنسية عند الإنسان؛ كلا وليس نظام الزواج الفردي بمهيئ في بدايته جوا لتربية الأطفال يبدو بالبداهة أنه خير لتربيتهم من عناية الأم وأسرتها وعشيرتها؛ إذن فلا بد أن يكون الدافع إلى الزواج وتطوره عوامل اقتصادية قوية الأثر، وأرجح الظن) وهنا ينبغي أن نتذكر مرةً أخرى أننا لا نعرف من بدايات الأشياء إلا قليلًا (أن هذه العوامل التي دفعت إلى نظام الزواج كانت مرتبطة بنشأة نظام الملكية. جاء الزواج الفردي نتيجة لرغبة الرجل في أن يسترقَّ لنفسه رقيقًا بثمن رخيص، ونتيجةً أيضًا لرغبته في توريث مِلكه لأبناء غيره من الرجال؛ وظهر من صور الزواج صورة تبيح للعشير أن يتعدد عشراؤه، فاتخذت صورة تعدد الأزواج للزوجة الواحدة كما هي الحال في قبيلة "تودا" Todas وبعض قبائل التبت، وإنما تظهر هذه العادة حيثما زاد عدد الرجال على عدد النساء زيادة كبيرة، لكنها عادة سرعان ما تَنتَفي على يد الرجل القوي الغلاب، ولم نعد نفهم من نظام تعدد العشراء للعشير الواحد إلا إحدى صورتيه. ألا وهي تعدد الزوجات للزوج الواحد؛ ولقد ظن رجال الدين في العصور الوسطى أن تعدد الزوجات للزوج الواحد نظام ابتكره محمد ابتكارًا لم يُسبق إليه، لكنه في الواقع نظام سابق للإسلام بأعوام طوال، لأنه النظام الذي ساء للعالم البدائي وهنالك من الأسباب عِدَّة عملت كلها على تعميم هذا النظام ونشره أولها أن حياة الرجال في المجتمع الأول كانت أشد عنفًا وأكثر تعرضًا للخطر بسبب اضطلاعهم بالصيد والقتال، ولذا زاد الموت في الرجال عليه في النساء، واطراد

1 / 70