165

The Shining Light Explaining the Methods of the Hadith Scholars

الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين

ناشر

-

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اصناف

مخصوص بالتابعي بإحسان فيه نظر من حيث إنه إن أراد بالإحسان أنه لا يرتكب أمرا يخرجه عن الإسلام فهو كذلك، وأهل الحديث وإن أطلقوا أن التابعي من لقي أحدا من الصحابة، فمرادهم مع الإسلام، إلا أن الإحسان أمر زائد على الإيمان والإسلام، كما فسره به النبي ﷺ في سؤال جبريل له في الحديث المتفق عليه، وإن أراد المصنف بالإحسان الكمال في الإسلام أو العدالة، فلم أر من اشتراط ذلك في حد التابعي، بل من صنف في الطبقات دخل فيهم الثقات وغيرهم، والله أعلم١" انتهى كلام ابن الصلاح وتعقيب العراقي عليه. والذي ينشرح له الصدر هو التفريق بين ما للصحبة من تأثير وبين ما للنبوة، فالنبي ﷺ بجاذبيته، وقوة تأثيره وإشراق نور النبوة يمكن أن يتزود منه الصحابي بالشحنة الروحية، ولو من مجرد اللقاء، ويختلف الأمر مع التابعي، فالأوجه اشتراط الصحبة فيه، ومعلوم تفاوت التأثير والتأثر، فالصحابي أسرع استقبالا لفيوضات الخير والقوة المؤثرة فيه أشد، بخلاف التابعي فينبغي مراعاة ذلك.

١ مقدمة ابن الصلاح ومعها التقييد والإيضاح للعراقي ص٣١٧-٣٢٠.

هل التابعون كلهم عدول؟: إذا تقرر الفرق بين الصاحب والتابع تأثيرًا وتأثرًا، وأخذًا وإعطاء، فبالتالي يتقرر الفرق بين الصحابة والتابعين في مسألة العدالة، وقبول الرواية من سائرهم، فإن الجمهور على أن الصحابة كلهم عدول بالمعنى الذي سبق

1 / 170