138

The Seerah - Lessons and Insights

السيرة النبوية - دروس وعبر

ناشر

المكتب الإسلامي

ایڈیشن نمبر

الثالثة

اشاعت کا سال

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

اصناف

اتخذ صنمًا، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيت، نصب حجرًا أمام الحرم، وأمام غيره مما استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت، وكان الرجل إذا سافر فنزل منزلًاَ، أخذ أربعة أحجار فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربًا، وجعل ثلاث أثافي لقدره، وإذا ارتحل تركه، فإذا نزل منزلًا آخر فعل مثل ذلك (١). وكانت للعرب ثلاثة أصنام كبرى تعظمها، وتحج إليها، وتنحر لها الذبائح: أقدمها مناة وكان منصوبًا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد، بين المدينة ومكة، وكانت العرب جميعًا تعظمه، وأشدهم إعظامًا له الأوس والخزرج، فلما خرج رسول الله ﷺ لفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، أرسل إليه عليًَّا ﵁، فهدمه، وأخذ ما كان له، وأقبل به الى النبي ﷺ، فكان فيما أخذ: سيفان، كان الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان أهداهما له، والحارث هذا هو الذي قتل شجاع بن وهب الأسدي ﵁ حين سلمه كتاب النبي ﷺ يدعوه للاسلام، ولم يقتل للنبي ﷺ رسول غيره. وثانيهما اللات وكانت بالطائف، وهي صخرة مربعة، وكانت قريش وجميع العرب تعظمها، فلما جاء وفد ثقيف بعد عودة النبي ﷺ من فتح مكة إلى المدينة، طلب وفدها منه ﵊ أن يدع لهم اللات ثلاث سنين لا يهدمها، فأبى ذلك عليهم،

(١) الأصنام للكلبي ص ٣٣.

1 / 154