The Role of Context Clues in Grammatical Principles and Syntactic Direction in the Book of Sibawayh
قرينة السياق ودورها في التقعيد النحوي والتوجيه الإعرابي في كتاب سيبويه
اصناف
(١) الآية بتمامها برواية حفص: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾، ويقول ابن كثير في تفسيرها: «يقول تعالى إخبارا عن المشركين، إِنَّهُم أقسموا بالله جهد أيمانهم أي حلفوا أيمانا مؤكدة لئن جاءتهم آية ــ أي معجزة وخارقة ــ ليؤمنن بها؛ أي ليصدقنها، قل: إنَّما الآيات عند الله أي قل: يا محمد لهؤلاء الذين يسألونك الآيات، تعنتا وكفرا وعنادا لا على سبيل الهدى والاسترشاد، إِنَّمَا مرجع هذه الآيات إلى الله، إِنْ شاء جاءكم بها، وإن شاء ترككم. ... وقوله تعالى: ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾، قيل: المخاطب بما يشعركم المشركون وإليه ذهب مجاهد وكَأَنَّه يقول لهم، وما يدريكم بصدقكم، في هذه الأيمان التي تقسمون بها». تفسير القرآن، ٢/ ٢٦٤ أي أن مقصود قوله تعالى ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ أي: وما يعلمكم ــ أَيها المؤمنون ــ أَن الآيات التي طلبها المشركون ــ إذا جاءَت ــ كما طلبوا ــ يؤْمنون بما دعاهم إِليه الرسول ــ ﷺ ــ؟ وقد بين الله ــ بهذه الجملة ــ أَن أَيْمَانُهم فاجرةٌ. وأنَّهُم لا يؤْمنون إذا حُقِّق لهم ما طلبوه. ثم قال ابن كثير عن قراءة الآية ﴿وَمَا يُشْعِرُكُم إنها إذا جاءتْ لا يُؤْمِنُون﴾ بكسر إنها «على استئناف الخبر عنهم بنفي الإيمان عن مجيء الآيات التي طلبوها» .. تفسير القرآن، ٢/ ٢٦٤ وواضح من كلام سيبويه في هذا الموضع أن الخليل رفض رواية فتح همزة إِنَّ؛ حتى لا تبدو الآية كَأَنَّها عذر للمشركين. ولكن أئمة التفسير ومنهم ابن كثير خرَّجوا الآية بعيدا عما قصده الخليل هنا. والآية ــ بكسر همزة إِنَّ ــ هي قراءة «ابن كثير، أبو عمرو، عاصم، العليمي، الأعمش، أبو بكر، خلف، يعقوب ابن محيصن، اليزيدي، الحسن، مجاهد». ينظر: عبد العال سالم مكرم، د. أحمد مختار عمر: معجم القراءات القُرْآنِيَّة، مطبوعات جامعة الكويت، ط ٢،) ١٩٨٨ م (، ٢/ ٣٠٨، أما قراءة حفص فهي: «أَنَّهَا»، ويبدو أن قراءة حفص هذه لم تكن مألوفة عند معاصره سيبويه.
1 / 150