مريضًا لا أستطيع أن أتقدم؛ لأن المرض سيكون إعاقة لي.
فابتسم الشاب وقال: لا طبعًا؛ لأن الصحة أعطاها لي المولى ﷿ هدية، وهي باب من أبواب الطاعة، وأقول لله ﷾: يا رب أعطيتني هذه الهدية، ولقد حافظت عليها بإذنك.
فقال الحكيم: هذا هو الغرض؛ فبدون الغرض لا توجد رؤية، وبدون الرؤية لا يوجد مورد للغاية، وبدون الغاية لا يوجد الغرض، فيجب أن تكون الرؤية ثم الغاية ثم الغرض.
فسأل الشاب: ولكن هل الغرض هو السبب؟
فرد الحكيم: نعم؛ فالأسباب تعطي الأحاسيس المشتعلة، والأحاسيس المشتعلة هي الرغبة المشتعلة؛ حيث نجد الله ﷾ يقول للرسول ﷺ: ﴿وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ (١)؛ فبالرغبة هي إحساس مشتعل، فالله ﷾ يريدنا أن نتجه إليه ونطيعه، ونريده باختيارنا، وبرغبة مشتعلة، وحب متفان، وبإسلام وطاعات، وبإخلاص ووفاء، وبتوكل تامٍّ، وبتفاؤل من الله ﷾.