264

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

ناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

ایڈیشن

الأولى ١٤٠٣ هـ

اشاعت کا سال

١٩٨٣ م

پبلشر کا مقام

مصر

اصناف

فإن تغضبوا من قسمة الله حظكم ... فلله - إذ لم يرضكم - كان أبصرا
أراد الشاعر أن يحقر من شأن الحجاج، فأضاف إليه أباه حبابًا الذي اشتهر بنقيصة سرقة ثياب الضيف وأن يعظم من شأن نفسه، فأضاف إليه جده الذي اشتهر بالشجاعة وإباء الضيم؛ لأن الأبناء يتبعون آباءهم في الرفعة والضمة، فإن غضب الحجاج وقومه بذلك فليضربوا رءوسهم في الصخر، فتلك حكمة الله، وهو أدرى بخلقه!
وقد تتضمن الإضافة اعتبارًا لطيفًا، كهذا الذي تجده في قول الشاعر:
إذا كوكب الخرقاء لاح بسحره ... سهيل: أذاعت غزلها في القرائب
الخرقاء: الحمقاء، وسهيل: بدل من كوكب: نجم يطلع في الشتاء سحرًا.
فالشاعر يقول: إن المرأة الحمقاء لا تجتهد في إعداد الغزل في وقت الصيف، حتى إذا ما فوجئت بطلوع سهيل في مستهل الشتاء سحرًا، وزعت غزلها على قريباتها ليساعدنها فيه.
والشاهد في البيت قوله: (كوكب الخرقاء) حيث عرف المسند إليه بالإضافة لاعتبار لطيف، وهو أن الإهمال أصبح من عادة هذه المرأة التي لا تفيق إلا على رؤية هذا النجم حتى كأنه قد خلق من أجلها، ولهذا أضيف إليها، ويسمون هذه الإضافة لأدنى ملابسه.
وقد تتضمن الإضافة: الحث على فعل الشيء، وذلك كأن نقول "محبك على الباب" تريد أو ترفقه، لكي يأذن له بالدخول:

1 / 267