225

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

ناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٠٣ هـ

اشاعت کا سال

١٩٨٣ م

پبلشر کا مقام

مصر

اصناف

وكما في قوله تعالى: "إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" (١) فمدلول الصلة وهو "الاستكبار" يشير إلى أن الخبر من نوع العذاب وسوء الجزاء. وهذا الأسلوب - أعني إيماء الصلة إلى نوع الخبر - كثير في كتاب الله تعالى: اقرأ قوله تعالى: "إنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ" (٢). وقوله تعالى: "إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا ولا تَحْزَنُوا وأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ" (٣). وقوله تعالى: "والَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (٤). ولعلك قد لاحظت أن هذا الأسلوب مما يدل فيه أوله على آخره، حتى لتكاد تنطق بالخبر قبل أن ينطق به المتكلم؛ ولعمري: أنه لفن من فنون القول دقيق لا يهتدي إليه إلا ذوو الأذواق السليمة والأحاسيس الرقيقة، والمشاعر المرهفة. غير أن الإيماء إلى نوع الخبر قد لا يكون غرضا للمتكلم، وإنما يكون وسيلة إلى غرض آخر هو التعريض بتعظيم شأن الخبر أو التعريض بتحقيره.

(١») غافر: ٦٠ (٢») الأنبياء: ١٠١ (٣») فصلت: ٣٠ (٤») النور: ١١

1 / 228