النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

Hasan Ismail Abdel Razeq d. 1429 AH
148

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

ناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٠٣ هـ

اشاعت کا سال

١٩٨٣ م

پبلشر کا مقام

مصر

اصناف

٤ - الزمانية: وهي أن يسند الفعل إلى زمانه، وذلك كما في قولهم: نهاره صائم، وليلة قائم. فقد أسندوا الصوم إلى ضمير النهار، وأسندوا القيام إلى الليل، والصائم هم الناس في النهار، وكذلك القائم هم الناس في الليل، وليس الليل. ولكنهم أسندوا الحدث إلى الزمان لوقوعه فيه. على سبيل المجاز العقلي، والعلاقة هي الزمانية. ومثله قول النبي ﷺ: "اللهم إني أحمدك على العرق الساكن والليل النائم: والليل لا ينام ولكن ينام الناس فيه، فقد أسند النون إلى الليل لوقوعه فيه. ومنه قول الله تعالى: ﴿بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ (١) فقد أسند المكر إلى الليل والنهار؛ وهما مما لا يتأتى منه المكر، وإنما يقع المكر فيهما، فهو مجاز عقلي علاقته الزمانية. وقوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا﴾ (٢)، فقد أسند إلى اليوم فعل الشيب إسنادًا مجازيًا، لأن فعل الشيب يقع في ذلك اليوم. وقوله تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾ (٣)،

(١) ... سبأ: ٣٣. (٢) ... المزمل: ١٧. (٣) ... يونس: ٦٧.

1 / 151