126

The Quranic Discourse to the People of the Book and Their Attitude Towards It: Past and Present

الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا

اصناف

شروطًا حتى عليهم تقام الحجة، وحتى لا تكون مضيعة للوقت، فوافقوا على ذلك، وأخذ عليهم العهد. فعن ابن عباس ﵄ قال: ﴿حضرت عصابة من اليهود يومًا إلى النبي ﷺ فقالوا: يا رسول الله، حدثنا عن خلال نسألك عنها لا يعلمها إلا نبي. فقال: سلوني عما شئتم؛ ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه إن أنا حدثتكم بشيء تعرفونه صدقًا لتتابعني على الإسلام. قالوا: لك ذلك. قال: فسلوني عما شئتم. قالوا: أخبرنا عن أربع خلال؛ أخبرنا عن الطعام الذي حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ وأخبرنا عن ماء الرجل كيف يكون الذكر منه حتى يكون ذكرًا، وكيف تكون الأنثى منه حتى تكون أنثى؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم؟ ومن وليه من الملائكة؟ فقال: عليكم عهد الله وميثاقه لئن أنا حدثتكم لتتابعني، فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق. قال: أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل (يعقوب) مرض مرضًا شديدًا طال سقمه فيه، فنذر لله نذرًا لئن شفاه الله من سقمه ليحرمنَّ أحب الشراب إليه، وأحب الطعام إليه، وكان أحب الشراب إليه ألبان الإبل، وأحب الطعام إليه لحوم الإبل. فقالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله: اللهم اشهد عليهم. قال: فأنشدكم الله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن ماء الرجل غليظ وأبيض، وأن ماء المرأة رقيق أصفر، فأيهما علا كان الولد والشبه له بإذن الله؟ قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد. قال: أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد. قالوا: أنت الآن حدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك؟

1 / 137