The Qur'an and Refutation of the Monk's Criticism

Salah Al-Khalidi d. 1443 AH
20

The Qur'an and Refutation of the Monk's Criticism

القرآن ونقض مطاعن الرهبان

اصناف

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦) . والحَمَأُ المسْنونُ هو الطينُ الأَسودُ المتغَيِّرُ. فالعينُ الحمئةُ هي العينُ ذاتُ الحَمَأ، أَي التي اخْتَلَطَ فيها الماءُ بالطين. وذَكَرَ الإِمامُ البيضاويُّ البِئْرَ لتَوضيحِ معنى الحمأ، فقال: مِن حَمِئَتِ البِئْر، إِذا صارَتْ ذاتَ حمأ. أَي: اخْتَلَطَ ماءُ البئرِ بالطينِ، فصارت البئْرُ حَمِئَة، اخْتَلَطَ ماؤُها بالطين!. وذَكَرَ البيضاويُّ أَنَّ في " حَمِئَة " قراءَتَيْن: الأُولى: قراءةُ نافع وابنِ كثير وأَبي عمرو ويعقوب ورواية حفص عن عاصم: (حِمَةٍ) بالهمز، ومَعْنى: (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ): عينٍ اخْتَلَطَ ماؤُها بالحَمَأِ والطين. الثانية: قراءةُ ابنِ عامر وحمزة والكسائي وخلف وأَبي جعفر ورواية أَبي بكر عن عاصم: " حامِيَة ". ومعنى: " في عينٍ حامِيَة ": عينٍ حارَّةٍ. وذكرَ البيضاويُّ: أَنَّ ابنَ عباسٍ كان يقرأُ: (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) بالهمزة، بينما كانَ معاويةُ بنُ أَبي سفيان ﵄ يقرأُ: " في عينٍ حامِيَة ". وروى البيضاويُّ: أَنَّ معاويةَ ﵁ بعثَ إِلى كعبِ الأَحبارِ يسأَلُه: كيفَ تجدُ الشمسَ تغرب؟ قال: " تغربُ في ماءٍ وطين، كذلك نجدُه في التوراة ". وبدأَ البيضاويُّ الروايةَ بصيغةِ " قيل "، وهي صيغةٌ دالَّةٌ على التمريضِ والتضعيف! ومعناها أَنَّ الروايةَ لم تَثْبُتْ!!. ولما نَقَلَ الفادي المفترِي الروايةَ حَذَفَ من كلامِ كعبِ الأَحبار الجملةَ الأَخيرة: " كذلك نجدُهُ في التوراة "، لئلا يُثبتَ هذا الكلامَ في التوراة!! مع أَنَّ الروايةَ لم تَثبت كما قلنا!!. وبهذا نعرفُ أَنَّ الفادي كاذبٌ مُفْتَرٍ، عندما نَسَبَ للبيضاوي قولَه: إِنَّ الشمسَ تغربُ في ماءٍ وطين، وهذا معناهُ أَنها تَغيبُ في بئرٍ حمئة! مع أَنَّ البيضاويَّ لم يَقُلْ ذلك أَبَدًا.

1 / 24