The Prophet's Stances in Calling to Allah
مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
ناشر
مطبعة سفير
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
فيكون حينئذ أحب إليه من الدنيا وما فيها (١).
ولهذا شواهد كثيرة، منها: ما رواه مسلم في صحيحه أن النبي ﷺ غزا غزوة الفتح - فتح مكة - ثم خرج ﷺ بمن معه من المسلمين فاقتتلوا بحنين، فنصر اللَّه دينه والمسلمين، وأعطى رسول اللَّه ﷺ صفوان بن أمية مائة من الغنم، ثم مائة، ثم مائة. قال صفوان: واللَّه لقد أعطاني رسول اللَّه ﷺ ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ (٢).
وقال أنس ﵁: «إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها» (٣).
وإذا رأى ﷺ الرجل ضعيف الإيمان، فقد كان ﷺ يجزل له في العطاء، قال ﷺ: «إني لأعطي الرجل وغيره أحب إليّ منه خشية أن يُكبَّ في النار على وجهه» (٤).
ولذلك كان ﷺ «يعطي رجالًا من قريش مائة من الإبل» (٥).
_________
(١) انظر: شرح النووي على مسلم، ١٥/ ٧٢.
(٢) مسلم، كتاب الفضائل، باب ما سئل ﷺ شيئًا قط فقال: لا، وكثرة عطائه، ٤/ ١٨٠٦، (رقم ٢٣١٣).
(٣) المرجع السابق، في الكتاب والباب المشار إليهما آنفًا، ٤/ ١٨٠٦، (رقم ٢٣١٢/ ٥٨).
(٤) البخاري مع الفتح، كتاب الزكاة، باب قوله تعالى: ﴿لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾، ٣/ ٣٤٠، (رقم ١٤٧٨)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب إعطاء من يخاف على إيمانه، ٣/ ٧٣٣، (رقم ١٠٥٩).
(٥) البخاري مع الفتح، كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي ﷺ يعطي المؤلفة قلوبهم، ٦/ ٢٤٩، (رقم ٣١٤٧).
1 / 84