The Prophet's Stances in Calling to Allah
مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
ناشر
مطبعة سفير
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
أسلم؟» قالوا: حاشا للَّه ما كان ليسلم، قال: «أفرأيتم إن
أسلم؟» قالوا: حاشا للَّه ما كان ليسلم، قال: «يا ابن سلام اخرج عليهم»، فخرج فقال: يا معشر اليهود، اتقوا اللَّه فواللَّه الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول اللَّه، وأنه جاء بحق، فقالوا: كذبت، [شرنا، وابن شرنا]، ووقعوا فيه (١).
وهذه أول تجربة تلقاها رسول اللَّه ﷺ من اليهود عند دخول المدينة (٢).
ومن حسن سياسته ﷺ أنه وافق على إخفاء عبد اللَّه بن سلام حتى يسأل اليهود عن مكانته بينهم، وعندما أثنوا عليه، ورفعوا من قدره أمره بالخروج فخرج وأعلن شهادته، وأظهر ما كان يكتمه اليهود من صدق النبي ﷺ. ثم ضبطهم ﷺ بالمعاهدة التي ستأتي.
٣ - المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:
كما قام النبي ﷺ بالبدء ببناء المسجد ودعوة اليهود إلى الإسلام، قام ﷺ بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وهذا من الرشد، والكمال النبوي، والنضج السياسي، والحكمة المحمدية (٣).
_________
(١) البخاري مع الفتح، في كتاب أحاديث الأنبياء، ٦/ ٣٦٢، وفي كتاب مناقب الأنصار، ٧/ ٢٥٠ (رقم ٣٩١١)، ٧/ ٢٧٢ (رقم ٣٩٣٨)، والألفاظ من المواضع الثلاثة، وانظر أيضًا: البخاري مع الفتح، ٨/ ١٦٥، والبداية والنهاية، ٣/ ٢١٠.
(٢) انظر: الرحيق المختوم، ص١٧٥، وهذا الحبيب يا محبّ، ص١٧٥، وفقه السيرة لمحمد الغزالي، ص١٩٨، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، ٢/ ١٧٣.
(٣) انظر: هذا الحبيب يا محب، لأبي بكر الجزائري، ص١٧٨.
1 / 40