The Prophetic Guidance in Raising Children in Light of the Quran and Sunnah
الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة
ناشر
مطبعة سفير
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
المبحث السابع عشر: الرحمة بالأولاد
الرحمة بالأولاد والتبسط معهم، من أخلاق الرسول ﷺ، فهو القدوة العظمى والمربي الأول، فقد كان ﷺ أحسن الناس خلقًا، وهو الذي قال الله في شأنه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم﴾ (١).
وقد قال ﷺ: «مَنْ يُحرَمَ الرِّفْق يُحْرَمَ الخَير كلُّه» (٢).
وقال ﷺ: «مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ» (٣).
وعن أبي هريرة ﵁ قال: أتى النبي ﷺ رجل ومعه صبي، فجعل يضمه إليه، فقال الرسول ﷺ: «أتَرْحَمَه؟» قال: نعم، قال: «فالله أْرحَمُ بِكَ مِنْكَ بهِ، وهوَ أرْحَمُ الرَّاحِمينَ» (٤).
وعن أنس بن مالك ﵁ قال: جاءت امرأة إلى عائشة ﵂ فأعطتها عائشة ثلاث تمرات، فأعطت كل صبي لها تمرة، وأمسكت لنفسها تمرة، فأكل الصبيان التمرتين، ونظرا إلى أمهما، فعمدت الأم إلى التمرة فشقَّتها، فأعطت كل صبي نصف تمرة، فجاء النبي ﷺ فأخبرته عائشة، فقال: «ومَا يُعجِبُكِ مِنْ ذلكَ؟ لَقَدْ رَحِمَها الله بِرَحْمَتِها صَبِيَّيها» (٥). وكان ﵊ إذا رأى طفلًا
(١) سورة القلم، الآية: ٤.
(٢) أخرجه مسلم (رقم ٢٥٩٢) وتقدم تخريجه.
(٣) أخرجه البخاري (رقم ٥٩٩٧)، وتقدم تخريجه.
(٤) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم ٣٧٧)، والبيهقي في شعب الإيمان (٥/ ٤٢٢ رقم ٧١٣٤)، والنسائي في النعوت والأسماء والصفات (ص ٣٠٨)، وفي جزء إملاء النسائي (رقم ٢). وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (رقم ٣٧٧).
(٥) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم ٨٩)، والحاكم (٤/ ١٩٦ رقم ٧٣٤٩) وصححه. وكذا صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (رقم ٨٩).
بينما أخرج الحديث مسلم عن عائشة ﵂ أنها قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله ﷺ فقال: إن الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار. صحيح مسلم (رقم ١٤٨ - [٢٦٣٠].
وأخرجه البخاري عن عائشة ﵂ قالت: دخلت عليَّ امرأة معها ابنتان لها تسألني، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرةٍ واحدة، فأعطيتها إيَّاها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها شيئًا، ثم قامت فخرجت فدخل النبي ﷺ علينا، فأخبرته، فقال: «من ابتُليَ من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كُنَّ له سترًا من النار». [البخاري كتاب الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، برقم ١٤١٨، وفي كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، برقم ٥٩٩٥. وأخرجه مسلم بهذا اللفظ أيضًا برقم ١٤٧ - [٢٦٢٩].
1 / 161