138

The Prophetic Biography's Dynamic Approach

المنهج الحركي للسيرة النبوية

ناشر

مكتبة المنار-الأردن

ایڈیشن نمبر

السادسة

اشاعت کا سال

١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م

پبلشر کا مقام

الزرقاء

اصناف

يدخل الناس في دين الله، ويحقق الله تعالى موعوده بالنصر. فلا يحق لفئة مشركة أن تتسلط على الحكم والسلطة، بحكم أنها كانت تناصر هذه الدعوة وتساندها، وكثيرا ما تواجه الحركة الإسلامية أثناء مسارها الطويل بفريق أو فئة أو دولة تساندها وتحالفها لفترة مؤقتة، وتشترط عليها لإيصالها للحكم أو مساعدتها في ذلك أن تكون شريكتها في السلطة، فيحكم الأرض بوقت واحد إسلام وجاهلية أو تعاقب بين إسلام وجاهلية باسم العقد أو الحلف وهذا مرفوض في الميزان الإسلامي. يمكن للحركة الإسلامية أن تقبل حماية من مشرك في حالة ضعفها وعدم تمكنها، لكن أن يعطى هذا العدو الحق في أن يسود ويحكم باسمها ومن ورائها ويستغلها مطية لمآربه فهذا مرفوض في الميزان الإسلامي. وماذا نجد في المحادثات الثانية مع بني شيبان بن ثعلبة؟ لقد ابتدأ أبو بكر ﵁ في المفاوضات بعد أن عرف أنه مع زعماء بني شيبان لقد سأل عن العدو وسأل عن المنعة وسأل عن الحرب، وتوسم الصدق في الجواب من القوم فكان العدد يزيد عن الألف، وكانت الحمية متوفرة والاستعداد للقتال قائم كما قال مغروق: إنا لأشد ما نكون غضبا لحين نلقى، وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله. فإذا كان رسول الله ﷺ يريد المنعة، فها هنا مكانها، وقريش لا تزيد عن الألف لو تبنت منعة رسول الله ﷺ، فلقد أوعبت ألفا في بدر ولكن المفاوضات ابتدأت في حلقة جديدة. فلقد كان مغروق من الذكاء واللباقة ما جعله يكتشف من خلال الأسئلة أن السائل رسول الله ﷺ، وهو أخو قريش وصاحب مكة، وكان من العقل والحنكة بحيث يتجاهل كل الأراجيف عن رسول الله بأنه ساحر أو شاعر أو كاهن، وتوجه لرسول الله ﷺ يسأله عن دعوته ودينه. ونتعلم من إجابات الرسول ﷺ لمغروق فن الدعوة للعدو إذا صح

1 / 145