228

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٢٤هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠٣م

اصناف

انطلق بنا نتحدث معا عند خديجة، فجئناها، فبينما نحن عندها إذ دخلت علينا كاهنة من مولدات قريش، فقالت: أمحمد هذا؟ والذي يحلف به إن جاء لخاطبا. قلت: كلا.. حياء وخجلا!! فلما خرجت أنا وصاحبي، قال لي: أمن خطبة خديجة تستحي؟ فوالله ما من قرشية إلا تراك لها كفؤا. فرجعت أنا وصاحبي مرة أخرى، فدخلت علينا تلك الكاهنة، فقالت: أمحمد هذا؟ والذي يحلف به إن جاء لخاطبا. فقلت علي حياء: أجل.. ولم تخالف خديجة ولا أختها"١. إن المرء ليحار أمام هذا التوافق الذي وضع القدر خيوطه، حتى الْتَأَمَ وتَمَّ.. وهل كانت رحلة التجارة اختبارا من خديجة، أم إظهارا لمقام محمد؟ وهل رفض خديجة للزواج قبل ذلك جعلها تنتظر الشرف العظيم الذي ظهر لها في محمد ﷺ، فرغبت في الاقتران به؟ وما الذي جعل محمدا يرحب بالزواج من خديجة مع أنه كان لا يملك مطالب الزواج ونفقات الحياة؟!! وما الذي جعل خديجة الرافضة للزواج أن تبحث عنه في شاب يصغر عنها بخمسة عشر عاما؟ إنها أسئلة تؤكد الحكمة الإلهية التي خبأها الله ﷾ لهذين الزوجين الكريمين.. إن القدر الذي دفع كلا من خديجة ومحمد ليسعى كل لصاحبه لتتكون بهما خير أسرة ظهرت في حياة المسلمين. زوجة تشهد لزوجها بالعظمة وهي تقول: "ووالله لا يخزيك الله أبدا ... "٢.

١ دلائل النبوة ج١ ص٩٠. ٢ السيرة النبوية ج١ ص١٨٨.

1 / 240