The Precious Treasure in Ibn Snayd's Questions to Ibn Uthaymeen
الكنز الثمين في سؤالات ابن سنيد لابن عثيمين
اصناف
الكنز الثمين
في
سؤالات ابن سنيد
لابن عثيمين
إعداد
فهد بن عبد الله بن إبراهيم السنيد
1 / 1
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد،
فهذه أسئلة كنت قد وجهتها لشيخنا (١) الشيخ محمد بن صالح العثيمين ﵀ عبر الهاتف ابتداء من عام ١٤١٠ هـ وحتى عام ١٤٢١ هـ، وبلغت الأسئلة [٧٧٧] سؤالا، وقد رتبتها على أبواب الفقه، وخرجت ما ورد فيها من أحاديث وآثار تخريجًا يحصل به المقصود -إن شاء الله تعالى-، إذ المقصود الأكبر هو نشر هذه الفتاوى للناس؛ ليعم بها النفع - إن شاء الله تعالى- وربما نقلت رأي شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ﵀ في بعض الفتاوى وسميته «الكنز الثمين في سؤالات ابن سنيد لابن عثيمين»، والله أسل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يغفر لي ولوالدي ولمشايخي ولجميع المسلمين إنه ولى ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه
فهد بن عبد الله بن إبراهيم السنيد
_________
(١) كنت في القصيم عام ١٤١٨ هـ وركب معي الشيخ: لأوصله إلى البيت وقلت له: إني أحضر دروسك في فترات متقطعة وسمعت أغلب دروسك من خلال الأشرطة فهل لي أن أقول: شيخنا؟ فقال ﵀: نعم، قل: شيخنا، ولما وصلت إلى بيته فإذا بالشيخ خالد المصلح ينتظره وقلت له ما سألت الشيخ عنه فقال: وأنا سألت الشيخ عبد العزيز بن باز: وقلت له: إني سمعت لك شرح كتاب «التوحيد» من خلال الأشرطة فهل أقول: شيخنا؟ فقال الشيخ: المشيخة تحصل بأقل من هذا.
1 / 3
تفسير القرآن وغير ذلك
السؤال (١): ما هو إعراب «كلمة» في قوله تعالى: ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً﴾؟
الجواب: تمييز والفاعل مستتر تقديره: كبرت هذه المقالة ونحو ذلك.
السؤال (٢): قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ما هو إعراب «الذين»؟
الجواب: مفعول به.
السؤال (٣): ما تفسير قوله تعالى: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾؟
الجواب: المراد بذلك الخالق والمخلوق لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾.
السؤال (٤): إذا قلنا: إن قوله تعالى: ﴿عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾ في يوم القيامة، فما هو المعنى على هذا التفسير؟
الجواب: الصحيح أن قوله: ﴿عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾ يوم القيامة لقوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾، والمعنى: أنهم يكلفون بعمل في الآخرة.
السؤال (٥): قوله تعالى: ﴿الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى﴾ مفهوم الآية أن هناك نارا صغرى، وذكرتم في شرح العقيدة الواسطية أن النار نار واحدة، فما الجواب عن الآية؟
الجواب: عن الآية إما أن نقول: إن الكبرى وصف باعتبار نار الدنيا أو نقول إنها صفة كاشفة.
1 / 4
السؤال (٦): ما هي صحف موسى المذكورة في قوله تعالى: ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾
الجواب: يحتمل أنها التوراة ويحتمل غيرها ولم يتبين لي فيها شيء.
السؤال (٧): ما هو تفسير قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ﴾
الجواب: قال العلماء: هذه الآية مثل قوله تعالى: ﴿فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ أي: مما كسبتم، وكذا نقول في هذه الآية أي مما عملنا.
وتفسير الآية: بأن الله خلق المادة التي خلقت منها الأنعام بيده خطأ.
السؤال (٨): ما معنى قوله تعالى: ﴿عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾؟
الجواب: أي اعتداء.
السؤال (٩): يقول بعض العلماء: إن الخوف على المال والولد لا يبيح التقية مستدلا على ذلك بوجوب الهجرة (١) فما رأيكم؟
الجواب: ليس بصحيح، والصحيح أن الخوف على المال والولد يبيح التقية، والاستدلال بوجوب الهجرة على نفي ذلك ليس بصحيح؛ لأننا لو جوزنا التقية للجميع لسقط الإسلام من أصله، ولكن يجوز ذلك إذا أتى بالشخص فأكره على الكفر فإنه يجوز له التقية حينئذ.
السؤال (١٠): هل يجوز كتابة أي شيء على حواشي المصحف كما يقع في مصاحف الصغار؟
الجواب: لا بأس إذا كان على وجه لا يختلط بالقرآن مثل: «إلى هنا الحفظ» ونحو ذلك، ولكن يخشى من فساد النسخة.
_________
(١) انظر: «زاد المسير» لابن الجوزي (٨/ ٢٣٤).
1 / 5
السؤال (١١): سألته ﵀: لو وضع الإنسان معاني بعض الكلمات أو كتب بعض القراءات على الحاشية؟
الجواب: فقال ﵀: لا بأس به.
السؤال (١٢): ما حكم سماع القران والإنسان مشغول؟
الجواب: لا ينبغي هذا، فإن الواجب الإنصات إلا إذا كان الشغل الذي هو فيه لا يشغله غسيل المواعين ونحو ذلك.
السؤال (١٣): ما حكم استماع القرآن من البعض دون البعض الآخر؟
الجواب: جائز، وأما إذا كان شخص واحد فلا ينشغل عن سماع القرآن بشيء.
السؤال (١٤): ما حكم وضع الآيات عند افتتاح الدكان مثلا كآية التوبة ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ. . . .﴾ وآية الفتح ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾؟
الجواب: إلى البدعة أقرب، وينهى عن ذلك.
السؤال (١٥): ما حكم وضع وليمة عند حفظ القرآن؟
الجواب: جائز ولا بأس به، ولا يقال: إنه بدعة لأنه لا يفعل تعبدا به.
السؤال (١٦): ما حكم التحرك عند قراءة القرآن بلا قصد؟
الجواب: ليس فيه شيء ولكن يحاول في المستقبل ألا يتحرك.
السؤال (١٧): ما حكم فتح أوراق المصحف ببل الأصبع؟
الجواب: لا بأس به (١).
_________
(١) وكذا قال شيخنا عبد العزيز بن باز رحمة الله على الجميع.
1 / 6
السؤال (١٨): ما معنى قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾؟
الجواب: الباء هنا سببية والمعنى: الذين أشركوا بالله بسببه.
السؤال (١٩): هل نقول: إن سورتي الأنفال والتوبة سورة واحدة لأنه لم تنزل بينهما بسملة؟
الجواب: لا نقول ذلك؛ لأن الصحابة ﵃ جعلوا بينهما فاصلًا.
السؤال (٢٠): ما حكم ترتيل الحديث كالقرآن؟
الجواب: لا يجوز لقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ﴾.
السؤال (٢١): كيف نجمع بين قوله تعالى: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ وقوله ﷺ: «من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد» (١)، وكذلك قولهم: زينب بنت أم سلمه ومحمد ابن الحنيفة؟
الجواب: من قرأ الآيات علم أن المراد ألا يدعونهم لأنفسهم ويتركون آباءهم، ولهذا قال النبي ﷺ: «أنا ابن عبد المطلب» (٢)؛ لأنه أبين وأوضح.
_________
(١) حديث صحيح: رواه أحمد وغيره من حديث ابن مسعود وعمر ﵄ وغيرهما. انظر: «المسند» بتحقيق الرسالة، [٥٥٢٤].
(٢) رواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب ﵁.
1 / 7
الحديث النبوي
السؤال (٢٢): ما هو الجمع بين قوله ﷺ: «لكل نبي حواري» (١) وقوله: «يأتي النبي وليس معه أحد» (٢)؟
الجواب: «يأتي النبي وليس معه أحد» يخص الأول. فقلت له: إذا يكون أغلبيًا.
فقال ﵀: «نعم».
السؤال (٢٣): ما هو الجمع بين قوله ﷺ: «فإن الشيطان يبيت على خيشومه» (٣) وقوله ﷺ: «من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يقربه شيطان حتى يصبح» (٤)، وقوله ﷺ: «من ذكر الله عند دخوله وطعامه يقول الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء» (٥)؟
الجواب: الجمع بين هذه الأحاديث أنه لا يقربه قرب ضرر.
_________
(١) متفق عليه من حديث جابر ﵁ ولفظه: «إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير بن العوام».
(٢) متفق عليه من حديث ابن عباس ﵄ ولفظه: (عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والني ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد. . . .» الحديث، وله ألفاظ عند البخاري.
(٣) متفق عليه من حديث أبي هريرة ولفظه: (إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثًا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه) ولفظ مسلم: «خياشيمه».
(٤) رواه البخاري معلقا جازما به ووصله النسائي وغيره ولفظه عن أبي هريرة ﵁: وكلني رسول الله ﷺ بحفظ زكاة رمضان. . وفيه قول الشيطان لأبى هريرة: (دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بيها، قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحي القيوم﴾ حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح. . .، وفيه قول النبي ﷺ: (أما إنه قد صدقك وهو كذوب).
(٥) رواه مسلم عن جابر ﵁.
1 / 8
السؤال (٢٤): قوله ﷺ: «اتقوا اللعانين» (١) هل يفيد لعن المتخلي بعينه؟
الجواب: إذا علم عين المتخلى فلا يجوز، وإذا لم يعلم فلك أن تقول: لعن
الله من فعل كذا.
السؤال (٢٥): قول الرسول ﷺ: «آية المنافق ثلاث. . .» (٢) الحديث، هل هو نفاق عملي؟ وما معنى قوله: «كان منافقًا خالصًا» (٣)؟
الجواب: نعم، هو نفاق عملي وكذا قوله «كان منافقًا خالصًا» نفاق عملي، وقوله: «خالصًا» أي: منافقًا تامًا.
السؤال (٢٦): ما الجمع بين هذه الأحاديث: «الإسلام يهدم ما كان قبله» (٤)، و«إذا أسلم العبد فحسن إسلامه. . . .» (٥)، وحديث «أخذ بالأول والآخر» (٦)؟
الجواب: المراد بالحديث الأول أن من دخل في الإسلام ظاهرا وباطنا فإنه يهدم ما كان قبله من جميع المعاصي، وأما إذا دخل في الإسلام ولكنه لو يحسن إسلامه، بل أساء فإنه يؤخذ بالأول والآخر وكذا حديث: «إذا أسلم
_________
(١) رواه مسلم عن أبي هريرة ﵁.
(٢) متفق عليه من حديث أبي هريرة ﵁
(٣) متفق عليه من حديث عبدا لله بن عمرو.
(٤) رواه مسلم عن عمرو بن العاص ﵁.
(٥) رواه البخاري معلقا جازما به، ووصله النسائي من حديث أبي سعيد الخدري ولفظه: «إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها. .» الحديث.
(٦) رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود ﵁ ولفظه: «قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر».
1 / 9
العبد فحسن إسلامه يكفر الله بكل سيئة كان زلفها». وأما إذا أساء فإنه لا يكفر عنه كل سيئة كان زلفها، فمن كان يزنى في الجاهلية ثم أسلم وهو مصر على الزنا فإنه لا يكفر عنه فعل ما مضى من الزنا ولو أسلم، لأنه أساء، وقول النووي في حمل المسيء على المنافق ضعيف، بل هو المسلم العاصي، والله أعلم.
السؤال (٢٧): ما المراد بالقرب في قوله ﷺ: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» (١).
الجواب: المراد به قرب حقيقي، ومن قال: إنه قرب من الرحمة فهو تأويل.
السؤال (٢٨): ما هو الجمع بين حديث عائشة ﵂ في عدد المصلين على الجنازة وهو مائة (٢) وحديث ابن عباس ﵂ وهو أربعون (٣)، هل نقول: إن في الأربعين وصف عدم الإشراك بالله شيئا، ولهذا اكتفي بالأربعين ومع تخلف هذا الوصف لابد من مائة؟
الجواب: الذي يظهر لي في الجمع بين الحديثين هو الأخذ بالأقل لكن لو جمع أحد بين الحديثين بما ذكرت لا ننكر عليه، ولكن أنا لا أقول به؛ لأن الذي فيه شرك لا نفع فيه.
_________
(١) رواه مسلم عن أبي هريرة وتتمه الحديث: «فأكثروا الدعاء».
(٢) رواه مسلم ولفظه: «ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه».
(٣) رواه مسلم ولفظه: «ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه»
1 / 10
السؤال (٢٩): وسألته ﵀: عن الجمع بين أحاديث التسمية عند (١) الوضوء وحديث أن الرسول ﷺ سلم عليه رجل فلم يرد عليه حتى (٢) تطهر، وكذا حديث: «إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر» (٣)؟
الجواب: فقال ﵀: أحاديث التسمية ضعيفة. فقلت له: عند من يقول باستحباب التسمية عند الوضوء. فقال ﵀: النبي ﷺ كان يذكر الله على كل أحيانه، والكراهة إنما كرهها هو بنفسه ﷺ.
_________
(١) لا يصح في التسمية عند الوضوء حديث
(٢) رواه البخاري ومسلم عن أبي الجهيم: أن الرسول ﷺ أقبل من نحو بئر جمل، فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد رسول الله ﷺ عليه حتى أقبل على الجدار فمسح وجهه ويديه ثم رد ﵇.
(٣) رواه الخمسة إلا الترمذي عن المهاجرين قنفذ، وسنده صحيح.
1 / 11
العقيدة وحكم بعض الألفاظ
السؤال (٣٠): ما حكم قولهم: «وامعتصماه!»؟
الجواب: لا تجوز الاستغاثة بميت ولا غائب.
السؤال (٣١): يقال: إن أسماء الله الـ] ٩٩] موجودة في الكفين، حيث إن أحد الكفين موجود فيه] ٨١] والآخر] ١٨] فهل هذا صحيح؟
الجواب: ليس بصحيح، فأنا مثلا ليس في يدي خطوط ولا يمكن التقول على الله بغير علم؟
السؤال (٣٢): ما حكم عبارة يقولها ابن القيم: «سقط من عين الله»؟
الجواب: يكثر ابن القيم منها وهى لا تنبغي.
السؤال (٣٣): ما حكم قولنا لشخص: إنه «أهل الثناء»؟
الجواب: لا باس بذلك.
السؤال (٣٤): عبارة يقولها بعض الناس، وهى قولهم «ما له رب»؟
الجواب: لا تجوز هذه العبارة.
السؤال (٣٥): يقول ابن القيم في «إعلام الموقعين» في حق الصحابة الذين صلوا العصر في بني قريظة: إنهم سلف أهل الظاهر. فهل في هذه العبارة شيء؟
الجواب: لا ليس فيها شيء؛ لأنهم أخذوا بالظاهر.
السؤال (٣٦): ما حكم قول بعضهم: «يا إلهي أنت جاهي . .»؟
الجواب: لا يجوز هذا القول؛ لأن معناه: أنت شفيعي. شفيعك عند من؟!
1 / 12
السؤال (٣٧): إذا سئل إنسان عما يحفظ من المتون، فهل له أن يقول: «أحفظ القرآن»؟
الجواب: لا ينبغي ذلك.
السؤال (٣٨): ما حكم قول العامة: عزيز، دحيم؟
الجواب: لا بأس بذلك؛ لأن التصغير واقع على الاسم.
السؤال (٣٩): ما حكم التسمية ب (جار الله، رفيق الله)؟
الجواب: أما جار الله فلا بأس به؛ لأن المعنى في جوار الله أي: دار كرامته أو المعنى: أجاره الله، وأما رفيق الله ففيه نظر.
السؤال (٤٠): هل التوراة كلام الله؟
الجواب: المعروف عند العلماء أنها كلام الله ولكني لم أجد التصريح بذلك في شيء من النصوص. فقلت له: أليس إذا كتب طلاق امرأته، فإنها تطلق بذلك فقال: نعم، لكن لا يسمى متكلمًا، وإنما نقول: الكتابة تقوم مقام الكلام وليس كلامًا.
السؤال (٤١): قول مالك: إن الإيمان يزيد ولا ينقص، هل هو تأدبا مع النصوص أو عقيدة يعتقدها ﵀؟
الجواب: لا أدري لكن لا شك أنه من لازم الزيادة النقص.
السؤال (٤٢): مقالة شيخ الإسلام في المأمون: «لا أظن الله يغفل المأمون» هل هي من التألي؟ وأين قال الشيخ هذه المقالة؟
الجواب: ليست من التألي؛ لأنه ما جزم، ولا يخفى ما أدخل المأمون على
1 / 13
الأمة. ونقل هذه المقالة عن الشيخ السفاريني في شرحه (١)، ولا أذكر أنها مرت علي في كتب الشيخ.
السؤال (٤٣): وسألته مرة أخرى عن مقالة شيخ الإسلام؟
الجواب: قال: ليس فيها شيء وليست من التألي، ثم إن الشيخ لم يجزم، بل قال: ما أظن. فقلت له: قال السفاريني في لوامع الأنوار (١/ ٩): قال الصلاح الصفدي: حدثني من أثق به أن شيخ الإسلام كان يقول، فذكره. فقال: هذا على قاعدة المحدثين ضعيف. فقلت: إذن نرده ونرتاح فقال: أبدًا ما فيه شيء وإن صحت عن شيخ الإسلام. اهـ هذا معنى كلام الشيخ ﵀.
السؤال (٤٤): حكم قول بعضهم لم يكن التاريخ حاكمًا عادلًا (٢)؟
الجواب: هذا حرام؛ لأنه من سبِّ الدهر.
السؤال (٤٥): وسألت الشيخ ﵀ عن قول بعضهم في مالك: «فمن قاسه بالشمس يبخسه حقه»؟
الجواب: فقال: هذا مما يتساهل فيه وقد جرت العادة على قول مثل ذلك.
_________
(١) قالها في كتابه «لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية» (١/ ٩):
قال الصلاح الصفدي: حدثني من أثق به أن شيخ الإسلام ابن تيمية روَّح الله روحه كان يقول: <<ما أظن أن الله يغفل عن المأمون، ولابد أن يقابله على ما اعتمده مع هذه الأمة من إدخال هذه العلوم الفلسفية بين أهلها>> قلت: والصفدي توفي سنة ٧٦٤هـ، وشيخ الإسلام توفي سنة ٧٢٨هـ، والصفدي لم يسم شيخه الذي حدثه بذلك وتوثيقه لا يكفي، والله أعلم.
(٢) انظر مقدمة: <<الفهرست لابن النديم>> لأحد أساتذة الجامعة المصرية.
1 / 14
السؤال (٤٦): يقول الناس: هلك فلان أو فلان الهالك على جهة الذم فهل هذا صحيح؟
الجواب: لا ليس بصحيح.
السؤال (٤٧): وسألته عن قول السفاريني في كتابه لوامع الأنوار البهية (١/ ١): «تنزهت عن سمات الحدوث صفاته»؟
الجواب: فقال: فيها نظر؛ لأن صفات الله الفعلية تحدث، وأما صفاته الذاتية فنعم ليست حادثة.
السؤال (٤٨): ما حكم السؤال بجاه الله؟
الجواب: منكر إلا إن أراد به الوجه، ولكن هذا بعيد فعندي أن هذا منكر.
السؤال (٤٩): ما حكم قول بعضهم: السيدة عائشة؟
الجواب: تركه أولى، ويقال ما كان الصحابة يقولون «أم المؤمنين». وهذه أتتنا من الغرب لأنهم يجعلون للمرأة سيادة.
السؤال (٥٠): ما حكم قول العامة: «عز الله»؟
الجواب: مرادهم التأكيد. فقلت له: إن أراد بها الحلف بالعز فقال: على حسب نيته والكفارة مبينة على ذلك (١).
السؤال (٥١): ما حكم عبارة «الله غني عن التعريف» و«طالما إن الله موجود . . .»؟
الجواب: أما العبارة الأولى فأرى أنها صحيحة؛ لأن الله- ﷾
_________
(١) وكذا شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ﵀ لم ير بها بأسًا، وقال: إنما يريدون بذلك التأكيد، وقد سألت الشيخين عن هذه المسألة في ٢٧/ ٥/١٤١٤هـ.
1 / 15
غنيٌّ عن العالمين عرفوه أو لم يعرفوه، وأما العبارة الثانية فتركها أحسن؛ لأنها توهم العدم، مع أن قائلها لا يريد ذلك، بل يريد أن الله دائم الوجود حي ونحو ذلك.
السؤال (٥٢): وسألته ﵀ عن قول السفاريني في كتابه «غذاء الألباب» (١/ ٤٢٦):
يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ... إني أتيت بلا علم ولا عمل؟
الجواب: استنكر ﵀ ذلك جدًا استغرب صدوره من السفاريني وقال لعله نقله عن غيره فقلت: بل صدرت منه فقال: هذا شرك في الربوبية والألوهية.
السؤال (٥٣): ما حكم قول العامة لمن قدم له قريب: «قرت عينك» ورده عليهم: «برؤية نبيك»؟
الجواب: ما فيه شيء.
السؤال (٥٤): وقع في كتيب صغير باسم «أقسام التوحيد»] وهو عبارة عن سؤال موجه للشيخ ﵀ في نور على الدرب [: الشرك الصغير والكبير، فهل هذا من تعبيركم؟
الجواب: فقال ﵀: لا، ما سبق أن عبَّرت بهذا التعبير.
السؤال (٥٥): سُئلتم عما يقرأ الإمام على جماعته من الكتب فذكرتم أنه يجمع بين كتب الأحكام وكتب الوعظ؛ لأن كتب الأحكام جافة، أليس في كلمة جافة شيء؟
الجواب: فقال ﵀: لا، المعنى: أنها خالية من الوعظ. فقلت له ﵀: إذًا لماذا لا نقول: خالية؟ فقال: ما فيها شيء.
1 / 16
السؤال (٥٦): ما حكم فك السحر بالسحر؟
الجواب: المذهب يجيزون ذلك عند الضرورة، أما أنا فلا أفتي بجوازه؛ لأنه يفتح الباب ويتوسع الناس في ذلك، أما في حالات خاصة فهذا شيء آخر أستخير الله في ذلك.
السؤال (٥٧): وقع في شرحكم لكتاب التوحيد المطبوع (١/ ٩٤) عند ذكر العين قولكم: يقولون لإبطال العين أن يُصلي على العائن صلاة الجنازة؛ فما صحة ذلك؟
الجواب: هذا لا أصل له وخرافة ونحن تعقبنا ذلك. فقلت له ﵀: ليس في الكتاب تعقب فقال ﵀: الكتاب بحاجة إلى مراجعة (١).
السؤال (٥٨): ما الفرق بين دعاء صفة من صفات الله وبين الحلف بالصفة، والحديث الذي فيه: «برحمتك أستغيث»؟
الجواب: شيخ الإسلام ﵀ نقل الإجماع على عدم جواز دعاء الصفة لأنه شرك، وأما الحديث: «برحمتك أستغيث»: أي أتوسل بك لأنك ذو رحمة، وأما قوله: يا قوة الله أو يا ﵀، فهذا ظاهر في إفراد الصفة عن الموصوف وهو الذات.
السؤال (٥٩): هل نقول: إن بعض أسماء الله وصفاته أكمل من بقية الأسماء أم لا؟
الجواب: أما باعتبار دلالتها على الذات فلا نقول ذلك، وأما من حيث المعنى فإن الحي القيوم يجمعان جميع الصفات، ولا نقول أيضًا: إن الصفات المتعدية أكمل من الصفات اللازمة؛ لأن اسم العلي لازم وهو أكمل من المتعدية.
_________
(١) قلت: حذفت العبارة بالكلية في طباعة ابن الجوزي.
1 / 17
السؤال (٦٠): يقول شيخ الإسلام في الحموية وهو يتكلم عن صفات الله: بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله بما وصفه السابقون الأولون، فهل السابقون الأولون يستقلون بوصف الله بصفة من الصفات؟
الجواب: مراد الشيخ ﵀ أنهم لا يصفون إلا بتوقيت، وعبارة الشيخ موهمة لكن هذا مراد الشيخ.
السؤال (٦١): نقل لي بعضهم أنك تنكر قول من يقول إذا قيل له: تفضل مثلًا: لا جزاك الله خيرًا، فهل هذا صحيح؟
الجواب: ليس بصحيح ولم أقل هذا وهو جائز، لكن من جهة البلاغة الأحسن أن يقول «لا، وجزاك الله خيرًا» فيأتي بالواو.
السؤال (٦٢): إذا قال قائل: وكان الفضل الأول لفلان، يعني: بعض مشايخه، فهل هذا جائز؟
الجواب: هذا فيه تفصيل فإن عدّد مشايخه فقال: وكان لشيخي فلان فضل علي وذكر آخرين، ثم قال الأول لفلان، أي: بالنسبة لهؤلاء المشايخ الذين ذكرهم فهذا لا بأس به، وأما إذا قال: وكان الفضل الأول في تعليمي لفلان، ويطلق فهذا لا يجوز.
السؤال (٦٣): إذا كتبت مثلًا فلان العزيز أو الكريم ثم أردت إتلاف هذه الورقة، فهل يلزمني محو (العزيز والكريم): لأنهما من أسماء الله؟
الجواب: لا؛ لأن هذه صارت صفات لمخلوق فلا يلزمك.
1 / 18
السؤال (٦٤): سمعتكم في بعض الدروس تقولون: إن الرسول طب القلوب والأبدان أليس في العبارة محذور؟
الجواب: لا ما فيها شيء أبدًا.
السؤال (٦٥): من العلماء من يقول: إن أبوي النبي ﷺ وابن جدعان بلغتهم دعوة أبينا إبراهيم ﵇ فما صحة ذلك؟
الجواب: من قال هذا، والأصل أن الدعوة لم تبلغهم لعموم الآيات مثل قوله تعالى ﴿مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ﴾، ومن نص عليه أنه في النار فهذا خاص قد أعلم الله نبيه بذلك، ومَن عداهم داخل في قوله ﷺ: «الله أعلم بما كانوا عاملين».
السؤال (٦٦): ما حكم قوله «شاءت أقدار الله» و«شاءت حكمة الله» والأخير وقع في كلام ابن القيم في احد كتبه؟
الجواب: كلاهما لا يجوز؛ لأن المشيئة تكون من ذي إرادة. فقلت: هل يجوز الثاني؛ لأنه أسند إلى صفة مثل: أعوذ بعزة الله، وأعوذ بكلمات الله فقال ﵀: لا؛ لأن أعوذ بعزة الله توسل بالله في صفة من صفاته فلم يتوسل بشيء بائن عن الله بخلاف قولك: «شاءت حكمة الله» وهل ابن القيم قال: إن هذا جائز لهذه العلة أو إنه عبر بها فقط. فقلت له: بل عبر بها فقط فقال: إذًا هو سّبْق قلم.
السؤال (٦٧): ما حم قول العامة: بصلاة أمك وأبوك؟
الجواب: ما فيها شيء؛ لأنهم أرادوا التأكيد.
1 / 19
السؤال (٦٨): ما حكم ما يفعله بعض الناس من ذبح ديك ومسح عتبة الباب بدمه، وكذا وضع ملح بدعوى منع الجن؟
الجواب: هذا من الشرك الأصغر؛ لأنه إثبات سبب لم يجعله الله سببًا.
السؤال (٦٩): هل تثبت صفة الشم لله؟
الجواب: فقال الشيخ ﵀ باللهجة العامية: «وش عليك منه» هذا من التنطع والصحابة لم يسألوا الرسول ﷺ عن هذا لما قال لهم «الخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» (١).
السؤال (٧٠): ما حكم قولهم: «سبحان اللي (الذي) يغير ولا يتغير»؟
الجواب: ما فيها شيء وليس مرادهم انتفاء الحوادث وإنما يقولونها عند المرض ونحوه.
السؤال (٧١): ما حكم قولنا في الرسول ﷺ: «طب القلوب والأبدان»؟
الجواب: فأجاب ﵀: جائز أليس قد قال: «الحبة السوداء شفاءٌ من كل داء» (٢)، وقال: «الكمأة من المن وهي شفاء للعين» (٣).
السؤال (٧٢): ما حكم قول القائل " لكم خالص حبي " أو خالص شكري"؟
الجواب: فقال: لا مانع منه ومراده بذلك ما يستحق المخلوق وليس هو من الشرك الأصغر.
_________
(١) متفق عليه من حديث أبي هريرة ﵁.
(٢) متفق عليه من حديث أبي هريرة ﵁.
(٣) متفق عليه من حديث سعيد بن زيد ﵁.
1 / 20
السؤال (٧٣): سألته هل يمكن للكافر أن يخلص في عبادته؟
الجواب: فقال ﵀: نعم ممكن ذلك لأن العلماء قالوا: إن شرط قبول العبادة الإخلاص والمتابعة فيمكن أن يفقد أحدهما فالنصارى مثلًا يخلصون في عبادتهم.
السؤال (٧٤): سألت شيخنا ابن عثيمين عن حكم قول: "ظلم ربَّه"؟
الجواب: فقال: لا يجوز لأن الله ﷿ نفى ذلك فقال: وما ظلمونا .. " ولكن يقول: ظلم في حق الله.
1 / 21