The Precious Collection on the Ruling of Supplicating to Other than the Lord of the Worlds
المجموع الثمين في حكم دعاء غير رب العالمين
اصناف
(^١) قال أبو الوليد الباجي في المنتقى شرح الموطأ (١/ ٣٣٥) عند حديث «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر»: "ولو جرت العادة بنزول المطر عند نوء من الأنواء، فاستبشر أحدٌ لنزوله عند ذلك النوء على معنى أن العادة جارية به، وأن ذلك النوء لا تأثير له في نزول المطر ولا هو فاعل له ولا أثر له فيه، وأن المنفرد بإنزاله هو الله تعالى لما كفر بذلك، بل يعتقد الحق، وإنما كفر من قال: مطرنا بنوء كذا لإضافة المطر إلى النوء واعتقاده أن له فيه تأثيرا أو فعلا، مع أنّ هذا اللفظ لا يجوز إطلاقه بوجه وإن لم يعتقد قائله ما ذكرناه لورود الشرع بالمنع منه، ولما فيه من إيهام السامع ما تقدم ذكره". ويقرب من قول الباجي هذا قول الحافظ ابن عبد البر حيث قال في التمهيد (١٦/ ٢٨٦): "والوجه الآخر أن يعتقد أن النوء يُنزل الله به الماء، وأنه سبب الماء على ما قدره الله وسبق في علمه، فهذا وإن كان وجها مباحا، فإن فيه أيضا كفرا بنعمة الله ﷿، وجهلا بلطيف حكمته، لأنه ينزل الماء متى شاء، مرة بنوء كذا ومرة دون النوء، وكثيرًا ما يخوى النوء فلا ينزل معه شيء من الماء، وذلك من الله لا من النوء". (^٢) رسالة الشرك ومظاهره (ص:١٩١ - ١٩٤). (^٣) المصدر السابق (ص: ٢٧٢). (^٤) المصدر السابق (ص: ٣٦٢). (^٥) المصدر السابق (ص: ٣٨٣).
1 / 102