The Path to Islam
الطريق إلى الإسلام
ناشر
دار بن خزيمة
ایڈیشن نمبر
الثانية
اصناف
ثانيًا: الإيمان بالملائكة
وهذا هو الركن الثاني من أركان الإيمان:
والملائكة: عالم غيبي، مخلوقون، عابدون لله - تعالى - وليس لهم من خصائص الربوبية، ولا الألوهية شيء، أي أنهم لا يخلُقون، ولا يَرزُقون، ولا يجوز أن يعبدوا مع الله.
وقد منحهم الله ﷿ الانقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه.
والملائكة عددهم كثير، ولا يحصيهم إلا الله، والإيمان بهم يتضمن مايلي:
١ - الإيمان بوجودهم.
٢ - الإيمان بما علمنا اسمه منهم باسمه كجبريل، ومن لم نعلم اسمه نؤمن به إجمالًا، أي نؤمن بأن لله ملائكة كثيرين، ولا يلزم معرفة أسمائهم.
٣ - الإيمان بما علمنا من صفاتهم، كصفة جبريل؛ فقد أخبر النبي ﷺ أنه رآه على صفته التي خلقه الله عليها، وله ستمائة جناح قد سدَّ الأُفق.
وقد يتحول الملك بأمر الله إلى هيئة رجل، كما حصل لجبريل حين أرسله الله إلى مريم أم المسيح ﵉ ﴿فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾ [مريم: ١٧] وحين جاء إلى النبي ﷺ وهو جالس بين أصحابه، حيث جاء جبريل بصورة رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرَى عليه أثرُ السفر، ولا يعرفه أحدٌ من أصحاب رسول الله ﷺ فجلس إلى رسول الله ﷺ وأسند ركبتيه إلى ركبته، ووضع كفيه على فخذيه، وسأل النبي ﷺ عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، والساعة، وأماراتها، فأجابه النبي ﷺ ثم قال بعد أن ولَّى: "هذا
1 / 59