الأصلان في علوم القرآن

Mohamed Abdel Moneim El-Keiy d. 1411 AH
108

الأصلان في علوم القرآن

الأصلان في علوم القرآن

ناشر

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

ایڈیشن نمبر

الرابعة مزيدة ومنقحة ١٤١٧ هـ

اشاعت کا سال

١٩٩٦ م

اصناف

الموضوع الثامن: جَمْعُ القرآن ١ وتدوينه عن زيد بن ثابت ﵁ قال: "قُبض النبي ﷺ ولم يكن القرآن جُمع في شيء". وقد كان القرآن كتب كله في عهد رسول الله ﷺ غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور. وإنما لم يجمع في العهد النبوي؛ لأن الوحي كان لم يزل. فإذا نزلت الآية أمر كتابه بتدوينها في الموضع الذي يختاره الله لها من السور. أضف إلى ذلك حفظ الصحابة له في صدورهم. فبه يصلون ويتعبدون، ومنه يتعلمون، وعليه يقيمون حياتهم العريضة في الدين والدنيا والآخرة. فلم تمضِ لحظة بعد وصوله إلى قلب النبي، فيبلغه إلا وهو مدون في السطور، محفوظ في الصدور، ولعظيم اهتمامه بذلك أرجأ كتابة أي شيء عنه من السُّنَّة إفساحًا لكتابة القرآن. قال الحاكم في المستدرك: "جُمع القرآن ثلاث مرات؛ إحداها: بحضرة النبي ﷺ". ويعني هذا الجمع التدوين، ووضع الآيات التي تأخر نزولها في مكانها من السور. والجمع الثاني: كان في عهد أبي بكر. روى البخاري٢ في صحيحه عن زيد بن ثابت قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن

١ هذا بحث جليل، قد عُني العلماء بدرسه في كتب علوم القرآن؛ بل أفردوه بالدراسة في مؤلفات خاصة متعددة؛ منها: "المصاحف" لأبي داود، و"الانتصار لنقل القرآن" للقاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني وغيرها. ٢ في فضائل القرآن، باب جمع القرآن ١/ ١٨٣.

1 / 110