The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future
تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا
اصناف
المبحث الثاني:
دلالة حديث: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» (١)
هذا الحديث له دلالة عميقة جدًا، وخاصَّة لمن عرف الأحداث التي جرت في زمن الخلفاء الراشدين الأربعة، فإذا كان رسول الله ﷺ قد أمر باتباعهم فالأمر جِدُ عميق.
والمقصود - بداية - بالخلفاء الراشدين كما ذكر العلماء هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن بن علي ﵃ لأنه ﷺ قال: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة» وقد انتهت بخلافة الحسن بن علي ﵁ (٢).
حتى أنَّ الإمام أحمد (٣) اعتمد على هذا الحديث وغيره في تقرير خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة ﵃، واستدل به على من توقف في خلافة علي ﵁ من أجل افتراق الناس عليه، فقال: «من لم يُربِّع بعلي ﵁ في الخلافة فهو أضلُّ من حمار أهله». ونهى عن مناكحته، وهذا متفق عليه بين الفقهاء وعلماء السُّنَّة وأهل المعرفة والتصوف وهو مذهب العامة، وإنَّما يخالفهم في ذلك بعض أهل الأهواء من أهل الكلام ونحوهم: كالرافضة (٤) الطاعنين في خلافة الثلاثة أو الخوارج الطاعنين في خلافة الصهرين: عثمان وعلي ﵄ أو بعض الناصبة النافين لخلافة علي ﵁ أو بعض الجهال من المتسننة الواقفين في خلافة علي ﵁، وأما معاوية ﵁ فهو أول الملوك (٥).
وسأنقل تفسير العلماء لهذا الحديث ثم أناقشهم:
(١) سبق تخريجه في: ص (٧٣) حاشية (٢). (٢) الحديث سبق تخريجه في: ص (٢٠) حاشية (٤). وقد ذكر سفينة أن الثلاثين سنة قد انتهت بخلافة علي، وإنما أضفتُ الحسن بن علي ﵄ لما ذُكر في كتب التاريخ من دخوله ضمن هذه الفترة. انظر: البداية والنهاية لابن كثير: ٦/ ٢٢٠. وفيض القدير للمناوي: ٤/ ٥٠٧. ومجموع فتاوى ابن تيمية: ٣٥/ ١٩. وغيرهم. وانظر مدة خلافة كل منهم ص (٧٣) حاشية رقم (١) من هذه الأطروحة. (٣) مجموع فتاوى ابن تيمية: ٣٥/ ١٩. (٤) انظر ترجمة الرافضة في فهرس الفرق رقم (١٠). (٥) البداية والنهاية لابن كثير: ٨/ ٢١.
1 / 79