62

The Messenger Leader

الرسول القائد

ناشر

دار الفكر

ایڈیشن نمبر

السادسة

اشاعت کا سال

١٤٢٢ هـ

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

وتكلم العباس وتكلم بعده الرسول ﷺ وتلا القرآن ورغّب في الاسلام، ثم قال: (أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم) فبايعوه على ذلك وهم يقولون: (لنمنعنّك مما نمنع منه أزرنا «١»، فبايعنا يا رسول الله، فو الله نحن أبناء الحروب، وأهل الحلقة «٢» ورثناها كابرا عن كابر) . وأمرهم الرسول ﷺ أن يخرجوا اثني عشر نقيبا «٣» يكونون على قومهم، فأخرجوا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ... وبذلك بدأ الرسول ﷺ بتنظيم أتباعه خارج مكة المكرمة. واستمع أحد المشركين- وهو يتجوّل مصادفة بين مضارب الخيام ومنازل الحجيج- ما دار في هذا الاجتماع، فصرخ ينذر أهل مكة: إن محمدا والصبّاء «٤» معه قد اجتمعوا على حربكم. لم يكترث المبايعون بانكشاف أمرهم، بل أرادوا مهاجمة قريش بأسيافهم، ولكنّ الرسول ﷺ أمرهم بالعودة الى رحالهم ... لأن الله ﷾ لم يأذن لهم بالقتال بعد ... فلما أصبحوا جاءهم رجالات قريش فقالوا: (يا معشر الخزرج! إنه قد بلغنا أنكم جئتم الى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا، وإنه والله ما من حيّ من العرب أبغض إلينا من أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم) .

(١) - أزرنا: يعني نساءنا، والمرأة يكنى عنها بالإزار. (٢) - الحلقة: السلاح عامة، والدروع خاصة. (٣) - النقيب: كبير القوم المعنيّ بشؤونهم. وفي التنزيل العزيز: (وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) . (٤) - الصبّاء: من يتركون دينهم ويدينون بآخر.

1 / 68