192

The Messenger Leader

الرسول القائد

ناشر

دار الفكر

ایڈیشن نمبر

السادسة

اشاعت کا سال

١٤٢٢ هـ

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

وأنسى التعب المسلمين فتنة ابن أبي، وعادوا الى المدينة المنورة ومعهم الأسرى «١» والغنائم. وظن المسلمون أن النبي ﷺ سيعاقب عبد الله بن أبي، الذي قال يومها: (لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل)، فجاء ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي يطلب من النبي ﷺ أن يتولى هو قتل أبيه! ... ولكنّ النبي ﷺ عفا عنه قائلا لولده المؤمن الصادق الأمين: (إنا لا نقتله، بل نترفّق به ونحسن صحبته ما بقي معنا) . لقد غاب رسول الله ﷺ في غزاته هذه ثمانية وعشرين يوما، وقدم المدينة لهلال شهر رمضان المبارك. دروس من غزوات التطهير ١- المسير الليلي: تحرك الرسول ﷺ ليلا «٢» في أكثر هذه الغزوات، حتى يحول دون انكشاف نياته واتجاه حركة قواته، فيأمن بذلك مباغتة أعدائه مباغتة تامة بالمكان والزمان. لقد كانت القبائل التي غزاها النبي ﷺ قوية ولها حلفاء وأنصار، فلو أنها عرفت بمسيره لسارعت بالاستعداد للقائه ولاستعانت عليه بحلفائها وأنصارها لمعاونتها يوم اللقاء.

(١) - منهم من منّ عليه رسول الله (ص) بغير فداء ومنهم من افتدى، فافتديت المرأة والذرية بست فرائض، فلم تبق امرأة من بني المصطلق إلا رجعت الى قومها. أنظر طبقات ابن سعد ٢/ ٦٤. (٢) - المسير ليلا: هو السّرى.

1 / 216