الدلالات والمعاني الإعلامية في خطب الغزوات
أولا: الدلالات والمعاني في خطبة غزوة بدر الكبرى ١ - توجيه الرأي العام الإسلامي من خلال الاحتكام إلى مسلمات جماعة المسلمين، وقد ظهر هذا الأمر واضحا في بداية الخطبة؛ حيث قال ﷺ: «أحثكم على ما حثكم الله عليه، وأنهاكم عما نهاكم الله عنه، فإن الله ﷿ عظيم شأنه، يأمر بالحق،ويحب الصدق، ويعطي على الخير أهله»، فخاطبهم ﷺ من خلال عقيدة الإيمان بالله الواحد الأحد.
٢ - الإقناع المشترك؛ حيث يوجه الرسول ﷺ هذا الخطاب البليغ إلى جماعة المسلمين، الذين تسودهم روح الجماعة والحوار المشترك، وهذا الجو الاتصالي لا شك أنه يحقق الإقناع والإمتاع المشترك؛ لما فيه من التفاهم والقرب النفسي.
٣ - أسلوب انتهاز الفرصة للتأكيد على أهم القيم وفي مقدمتها الإخلاص لله تعالى وابتغاء مرضاته ﷿، قال ﷺ في هذه الخطبة: «قد أصبحتم بمنزل من منازل الحق، لا يقبل الله فيه من أحد إلا ما ابتغى به وجهه» .
٤ - التجاهل المتعمد للعوامل المادية وتحول الانتباه إلى القوة الحقيقية، وهي قوة الإيمان، وهذا التحول مبني على معرفة تامة للعوامل النفسية والاجتماعية لجماعة المسلمين - الجمهور المستهدف بهذه الخطبة - وما تتميز به على الفئة الكافرة، وهذا الأسلوب يعمل على تكوين المواقف المؤيدة ورفع الروح المعنوية عند الجندي المسلم.
٥ - الاستشهاد بالقيم الدينية والاحتكام إلى المسلمات الأساسية للمجتمع الإسلامي، ويظهر ذلك في قول الرسول ﷺ: «فاستحيوا اليوم أن يطلع