41

The Means and Keys of Sustenance

الرزق أبوابه ومفاتحه

ناشر

دار القاسم

اصناف

عاده (١). وكتب غلامٌ لحسان بن أبي سنان إليه من الأهواز: أن قصب السكر أصابته آفة، فاشتر السكر فيما قبلك. قال: فاشتراه من رجل فلم يأت عليه إلا قليل، فإذا فيما اشترى ربح ثلاثين ألفًا، فأتى صاحب السكر، فقال: يا هذا إن غلامي كان كتب إلي ولم أعلمك، فأقلني فيما اشتريت منك، فقال الآخر: فقد أعلمتني الآن وطيَّبته لك. قال: فرجع فلم يحتمل قلبه، قال فأتاه فقال: يا هذا إني لم آت هذا الأمر من قبل وجهه، فأحب أن يسترد هذا البيع، قال فما زال به حتى ردَّ عليه (٢). قال سلمة الفراء: كان رأس مال عتبة الغلام فلسًا يشتري به خوصًا -الخوص: ورق المقل والنخل والنارجيل وما شاكلها، واحدته خوصة- يعمله ويبيعه بثلاثة فلوس، فيتصدق بفلس ويتعشى بفلس، وفلس رأس ماله. أخي المسلم: دع التهافت في الدنيا وزينتها ... ولا يغرنك الاكثار والجشع واقنع بما قسم الرحمن وارض به ... إن القناعة مال ليس ينقطع

(١) منهاج القاصدين ص ٢٢١. (٢) الورع لابن أبي الدنيا ص ١٠٥.

1 / 43