The Literary Criticism and Its Standards during the Era of the Prophet and the Rightly Guided Caliphate

Muhammad Arif Mahmoud Hussein d. Unknown
4

The Literary Criticism and Its Standards during the Era of the Prophet and the Rightly Guided Caliphate

النقد الأدبي ومقاييسه خلال عهد الرسول ﷺ وعصر الخلافة الراشدة

ناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

ایڈیشن نمبر

السنة الخامسة عشرة. العدد الثامن والخمسون. ربيع الأخر-جمادى الأولى

اشاعت کا سال

جمادى الأخرة ١٤٠٣هـ

اصناف

١- المقياس الديني الإسلامي: حينما نستعرض نقدات الرسول الكريم التي وجهها إلى الشعر والشعراء، نلاحظ أن الجوانب الدينية والمعاني الإسلامية كانت المحور الأساسي، لنقد الرسول الكريم، ولعلنا نستطيع أن نرى هذا المقياس بوضوح في النقدات الآتية: روي أن الرسول ﷺ قال: "أصدق كلمةٍ قالها شاعر قول لبيد١: ألا كل ما خلا الله باطل". ونلاحظ من هذا الحكم الذي حكم به الرسول ﷺ على قولة لبيد أن الرسول ﷺ قد رأى فيها ما يتسق مع الروح الإسلامية، ويترجم عن وحي الإسلام. وحينما ينشده النابغة الجَعدي٢ قصيدته التي مطلعها: خليلَيّ عُوجا ساعة وتهجَّرا ... ولُوما على ما أحدَث الدهر أو ذرا٣ يُعجب الرسول هذا الشعر، وحينما يبلغ قوله: بلَغْنا السماءَ مجدُنا وجدودُنا ... وإنا لنرجو فوقَ ذلك مَظهرا يظهر الغضب في وجه الرسول ﷺ، ويقول للنابغة: "إلى أين أبا ليلى؟ " فقال: إلى الجنة، فيقول الرسول - وقد اطمأن إلى أنه حين عبّر بمجد جدوده المتطاول قد انتهى إلى التطلع في ظل الإسلام إلى ما هو أعظم -: "نعم إن شاء الله". ويمضي النابغة قائلا: ولا خير في حِلمٍ إذا لم تكن له ... بوادرُ تحمي صَفوَه أن يُكدَّرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليمٌ إذا ما أورد الأمر أصدرا

١ هو: لبيد بن ربيعة العامري، من شعراء الجاهلية وفرسانهم، أدرك الإسلام وأسلم مع وفد بلاده إلى الرسول، توفي في أول خلافة معاوية. ٢ هو: عبد الله بن قيس، من جعدة بن كعب بن ربيعة، وكان يكنى أبا ليلى، وعمّر كثيرا، ومات وهو ابن مئتين وعشرين سنة. ٣ جمهرة أشعار العرب: ٢٧٥، ط بيروت.

1 / 276