The Lifting of the Gloom by the Proofs of the Veil in the Book and the Sunnah
كشف الغمة عن أدلة الحجاب في الكتاب والسنة
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
اصناف
رابعا: نقل الشيخ الألباني قول ابن حجر في الفتح (٦/ ٢٥): (قوله مُقنَّع؛ وهو كناية عن تغطية وجهه بآلة الحرب) عند شرحه لحديث البراء ﵁؛ (أتى رسول الله ﷺ رجل مقنع بالحديد) (^١) وتعقبه الشيخ الألباني بقوله: "فإنه يعني ما جاور الوجه، وإلا لم يستطع المشي فضلا عن القتال"!! لكن مما يضعف قول الشيخ الألباني هذا؛ أن القناع يغطي الوجه دون العينين، فالقناع لا يحول دون شيء من المشي أو القتال! ومما يؤكد أن ابن حجر يعني تغطية الوجه؛ أنه صرح بهذا المعنى للتقنع في أكثر من موضع كما أسلفنا. (^٢)
* وبذلك ثبت أن التقنع يعني تغطية الوجه، وهو إحدى الصفتين لإدناء الجلباب؛ فإن إدناء الجلباب إما أن يكون بشد الجلباب على الجبين ثم عطفه على الأنف وهو التقنع وما في معناه من النقاب والبرقع واللثام - وهي الصفة المنهية عنها المرأة حال إحرامها- أو يكون بسدل الجلباب من فوق الرأس على الوجه - وهي الصفة المشروعة للمرأة حال الإحرام-.
_________
(^١) صحيح البخاري ٣/ ١٠٣٤ (٢٦٥٣).
(^٢) ومما يشهد لكون التقنع بالحديد يعني تغطية الوجه؛ ما أخرج البخاري في صحيحه ٢/ ٩٧٦ (٢٥٨١): بعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى رسول الله ﷺ ليكلمه "فجعل يكلم النبي ﷺ فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة ﵁ قائم على رأس النبي ﷺ ومعه السيف وعليه المغفر (وفي رواية؛ قائم على رأس رسول الله مقنع في الحديد) فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي ﷺ ضرب يده بنعل السيف وقال أخِّر يدك عن لحية رسول الله ﷺ فرفع عروة رأسه وقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة " قال ابن حجر في شرح هذا الحديث في فتح الباري (٥/ ٣٤١): أن المغيرة لما رأى عروة بن مسعود مقبلا لبس لأمته وجعل على رأسه المغفر ليستخفي من عمّه عروة.
1 / 112