21

The Keen Glances at the Departure and Martyrdom of Husayn ibn Ali

النظرات الوقادة في خروج الحسين بن علي ﵁ واستشهاده

ناشر

مطابع بهادر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٠ هـ

پبلشر کا مقام

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

اصناف

حقها من الدراسة والنظر، قال ابن عباس للحسين ﵃: أخبرني إن كان وعدوك بعد ما قتلوا أميرهم، ونفوا عدوهم، وضبطوا بلادهم فسر إليهم، وإن كان أميرهم حي وهو مقيم عليهم قاهر لهم، وعماله تجبي بلادهم، فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال، ولا آمن عليك أن يستفزوا عليك الناس، ويقلبوا قلوبهم عليك، فيكون الذي دعوك أشد الناس عليك (١). وهي لفتة دقيقة لم يصغ لها الحسين ﵁ وكانت عقلانية صرفة، لا علاقة لها بالعاطفة والخوف على الحسين، وفيها إشارة إلى قوة يزيد وضعف من يريد الخروج عليه، وكان ابن عباس ﵄ أمينا ناصحا ذكيا، فلم يكن عالما بتأويل القرآن فحسب، بل أوتي من الفقه والعلم بمجريات الأحداث ما جعله يتكلم بنظر ثاقب، ورؤية دقيقة وحكمة بالغة، ولذلك ناظر الخوارج فأقام عليهم الحجة، ورجع منهم أربعة آلاف (٢)، ولو قدر للحسين ﵁ أن يأخذ بهذه النصيحة

(١) الكامل لابن الأثير ٢/ ٥٢٦. (٢) البداية والنهاية ٧/ ٢٨٢.

1 / 21