201

The Jurisprudential Selections of Shaykh Ubaid Allah Al-Mubarakpuri on Fasting and I'tikaf

الاختيارات الفقهية للشيخ عبيد الله المباركفوري كتاب الصيام والاعتكاف

اصناف

وجه الاستدلال: إن كان صيامه ﷺ في هذه السفرة في رمضان فقد (نسخه) (١) بقوله: «أولئك العصاة»، وصار الفطر فرضا والصوم معصية، ولا سبيل إلى خبر ناسخ لهذا أبدا، وإن كان صيامه ﷺ في هذه السفرة تطوعا فهذا أحرى للمنع من صيام رمضان في السفر (٢).
الدليل الرابع: عن جابر بن عبد الله ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ في سفر، فرأى زحاما ورجلا قد ظُلِّل عليه، فقال: «ما هذا؟»، فقالوا: صائم، فقال: «ليس مِن البِّر (٣) الصوم في السفر» (٤).
وجه الاستدلال: إن اللفظ جاء عاما، (والعِبْرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) (٥) (٦).
الدليل الخامس: عن أنس بن مالك الكَعْبي (٧) ﵁ أنه أتى النبي ﷺ بالمدينة وهو يتغدى، فقال له النبي ﷺ: «هلم إلى الغداء»، فقال: إني صائم، فقال له النبي ﷺ: «إن الله ﷿ وضع للمسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحُبْلى (٨) والمُرْضِع» (٩).

(١) النَّسْخ: في اللغة هو الإزالة، يقال: نسخت الشمس الظل، أي: أزالته. وفي الشرع: هو رفع حكمٍ شرعي بدليلٍ شرعي متأخر. ينظر: مختار الصحاح ص ٣٠٩، التعريفات للجرجاني ص ٤٧.
(٢) ينظر: المحلى ٤/ ٣٩٩.
(٣) البِرّ: يأتي بمعاني كثيرة، والمقصود هنا الطاعة والعبادة. ينظر: النهاية ١/ ١١٧.
(٤) متفق عليه: رواه البخاري ٣/ ٣٤ رقم ١٩٤٦، كتاب الصوم، باب قول النبي ﷺ لمن ظلل عليه واشتد الحر: «ليس من البر الصوم في السفر»، واللفظ له، ومسلم ٢/ ٧٨٦ رقم ١١١٥، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كان سفره مرحلتين فأكثر.
(٥) ينظر تفصيل هذه القاعدة في: إرشاد الفحول ١/ ٣٣٢
(٦) ينظر: المحلى ٤/ ٣٩١/ فتح الباري ٤/ ١٨٤.
(٧) هو: أنس بن مالك الكعبي القُشَيْري، أبو أمية، بصري، له صحبة، وحديث واحد، رواه عنه: أبو قلابة الجرمي، وعبد الله بن سوادة القشيري، وحديثه في السنن. ينظر: التاريخ الكبير ٢/ ٢٩، معرفة الصحابة ١/ ٢٤٠، تهذيب الكمال ٣/ ٣٧٨.
(٨) أصل الحَبَل: الِامْتِلَاء، والحَبَل الحَمل، وهو من ذلك لأنه امتلاء الرَّحم. ينظر: لسان العرب ١١/ ١٣٩.
(٩) رواه النسائي ٤/ ١٨٠ رقم ٢٢٧٤، كتاب الصيام، باب وضع الصيام عن المسافر، واللفظ له، وأبو داود ٢/ ٣١٧ رقم ٢٤٠٨، كتاب الصوم، باب اختيار الفطر، والترمذي ٣/ ٨٥ رقم ٧١٥، أبواب الصيام، باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع، وابن ماجه ١/ ٥٣٣ رقم ١٦٦٧، كتاب الصيام، باب ما جاء في الإفطار للحامل والمرضع، وقال الألباني في صحيح أبي داود رقم ٢٠٨٣: "إسناده حسن صحيح".

1 / 201