The Illuminating Interpretation - Al-Zuhaili
التفسير المنير - الزحيلي
ناشر
دار الفكر (دمشق - سورية)
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
پبلشر کا مقام
دار الفكر المعاصر (بيروت - لبنان)
اصناف
وتفصيلا، وأنه نزل بلسان العرب قوم النّبي ﷺ، منها قوله تعالى: ﴿الر، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنّا أَنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا، لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف ١/ ١٢ - ٢] ومنها قوله سبحانه: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء ١٩٢/ ٢٦ - ١٩٥] ومنها: ﴿وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا﴾ [الرعد ٣٧/ ١٣] ومنها: ﴿وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا، لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها﴾ [الشورى ٧/ ٤٢] ومنها: ﴿حم. وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنّا جَعَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا، لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الزخرف ١/ ٤٣ - ٣] ومنها: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ، لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الزمر ٢٨/ ٣٩].
ورتب الشافعي على عربية القرآن حكما مهما جدا، فقال: فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح والتشهد، وغير ذلك.
وكان من مزية عربية القرآن وفضله على العرب أمران عظيمان هما:
الأول-إن تعلم القرآن والنطق به على أصوله يقوّم اللسان، ويفصّح المنطق، ويصحح الكلام، ويساعد على فهم لغة العرب، فليس هناك شيء يشبه القرآن في تقويم الألسنة، حين تتأثر باللهجات العامية المختلفة.
الثاني-كان للقرآن الفضل الأكبر في الحفاظ على اللغة العربية، في مسيرة القرون الأربعة عشر الغابرة، بما اشتملت عليه من فترات ضعف وتخلف وتسلط المستعمرين الأوربيين على بلاد العرب، بل إن القرآن عامل أساسي في توحيد العرب، وباعث قوي ساعد في انتفاضة العرب ضد المحتل الغاصب والمستعمر البغيض، مما أعاد الصحوة الإسلامية إلى أوطان العرب والإسلام، وربط بين
1 / 36