The History of the Arabian Peninsula in Ancient Times
تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة
ناشر
مكتبة الأنجلو المصرية
اصناف
كالأواني من الفخار والخزف، والقلائد وما إليها، مما يعنى أن المعبد كان محورًا لعمران واسع من حوله ضم مساكن الأحياء وقبور الموتى.
وإذا كانت حضرموت قد أقامت أغلب بنيانها الاقتصادي على امتاد نشاطها إلى منطقة ظفار المنطقة الرئيسية لإنتاج أفضل أنواع اللادن والكندر، ثم تصديرها شرقا وغربا، فهى قد اهتمت كذلك بتنمية ثروتها الزراعية التى كشفت البحوث الحديثة عن عدد من مشروعات الري التى خدمتها، والتى نتجاوز عن التصيل فيها مؤقتا اكتفاء بما ذكرناه عن أمثالها في سبأ وقتبان.
واستمرت حضرموت في سبيلها الاقتصادي والسياسي حتى اشتدت المنافسة بينهما وبين صديقتها القديمة سبأ وذوريدان، وتطورت هذه المنافسة إلى حروب عنيفة عملت حضرموت معها على زيادة حصونها وأسوارها لمقاومة السبأيين.
وبقيت من هذه الأسوار أطلال سور كبير كان يحمي منطقة ميفعة ولكن الحروب انتهت بانتصار السبأيين في عهد ملكهم شمر يهر عش الثالث في أواخر القرن الثالث الميلادي، وبلغ من أهمية انتصاره عليها أن شجعه على أن يبدأ عهدًا جديدًا للملكية السبأية تلقب فيه هو ومن تلاه من الملوك بلقب ملك سبأ وذوريدان وحضرموت ويمنت. ويذهب رأي حديث إلى اعتبار يمنت هذه أو يمانة تمثل الجزء الجنوبي من حضرموت والمطل على ساحل البحر العربي (أو المحيط الهندي). وربما حاولت حضرموت النهوض بعد ذلك بقليل ولكن الحملات السبأية الحميرية تكررت عليها وأخضعتها لنفوذها المباشر منذ أواسط القرن الميلادي الرابع.
1 / 90