The Hidden Pearl in the Biography of the Trusted Prophet
اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون
ناشر
المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
پبلشر کا مقام
الكويت
اصناف
كَمَا كَلَّمَ مُوسَى ﵇ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ حتَّى قَالَ: ﴿أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ (١)، وقولُهُ تَعَالَى: ﴿أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا﴾ فهُوَ إرْسَالُ الرُّوحِ الأمِينِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ (٢).
وقد كان لنبينا ﷺ جميع هذه الأنواع، فقال اللَّه ﷿ في رؤياه: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ﴾ (٣).
* خَوْفُ الرَّسُولِ ﷺ مِنْ نِسْيَانِ القُرْآنِ:
وَكَانَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخَافُ مِنْ نِسْيَانِ الوَحْي، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ ابنِ عبَّاسٍ ﵄، في قولِهِ تَعَالَى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُعَالِجُ (٤) مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وَكَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ. . فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ (٥) قَالَ: جَمْعَهُ في صَدْرِكَ وَتَقْرَأهُ، . . ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾. .، قَالَ: فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأنْصِتْ، ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، فَكَانَ رسُولُ اللَّه ﷺ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أتَاهُ جِبْرِيلُ ﵇ اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قرَأَهُ النَّبِيُّ ﷺ كَمَا أقْرَأهُ (٦).
(١) سورة الأعراف آية (١٤٣). (٢) سورة الشعراء الآية (١٩٣ - ١٩٤). (٣) سورة الفتح آية (٢٨) - وانظر كلام الإمام البغوي في شرح السنة (١٣/ ٣٢٤). (٤) قال الحافظ في الفتح (١/ ٤٣): المعالجة: هي محاولة الشيء بمشقة. (٥) سورة القيامة آية (١٦ - ١٧). (٦) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب بدء الوحي - رقم الحديث (٥) - وأخرجه في كتاب التفسير - باب فإذا قَرَآناهُ فاتَّبعْ قُرْآنَهُ - رقم الحديث (٤٩٢٩) - ومسلم في صحيحه - كتاب الصلاة - باب الاستماع للقراءة - رقم الحديث (٤٤٨) (١٤٨).
1 / 191