1075

The Hidden Pearl in the Biography of the Trusted Prophet

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

ناشر

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

پبلشر کا مقام

الكويت

اصناف

﵁ أَنَّ رِجَالًا مِنَ الأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالُوا: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا (١) عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ، قَالَ ﷺ: "وَاللَّهِ لَا تَذَرُونَ مِنْهُ دِرْهَمًا" (٢).
قَالَ الحَافِظُ فِي الْفَتْحِ: وَالحِكْمَةُ فِي أَنَّهُ ﷺ لَمْ يُعْفِ العَبَّاسَ مِنَ الفِدَاءَ؛ لِأنَّهُ خَشِيَ أَنْ يَكُونَ فِي ذَلِكَ مُحَابَاةً له؛ لِكَوْنِهِ عَمَّهُ لَا لِكَوْنِهِ قَرِيبَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ فَقَطْ، وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ القَرِيبَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَظَاهَرَ بِمَا يُؤْذِي قَرِيبَهُ، وَإِنْ كَانَ فِي البَاطِنِ يَكْرَهُ مَا يُؤْذِيهِ، فَفِي تَرْكِ قَبُولِ مَا يَتَبَرَّعُ لَهُ الأَنْصَارُ بِهِ مِنَ الفِدَاءَ تَأْدِيبٌ لِمَنْ يَقَعُ له مِثْلُ ذَلِكَ (٣).
* نُزُولُ آيَةٍ:
ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلَهُ: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٤).

(١) قولهم: لابن اختنا عباس: قال الحافظ في الفتح (٨/ ٥٧) (٥/ ٤٧٤): أي ابن عبد المطلب، وأم العباس ليست من الأنصار، بل جَدَّته أم عبد المطلب هي الأنصاربة، فأطلقوا على جدَّة العباس أُخْتًا لكونها منهم، وعلى العباس ابنها؛ لكونها جدته، وهي سَلْمى بنت عمرو بن زيد بن النجار من بني الخزرج، وهذا من قُوَّة الذكاء، وحُسْنِ الأدب في الخطاب، وإنما امْتَنَعَ رَسُول اللَّهِ ﷺ من إجابتهم لِئَلا يكون في الدِّين نوع مُحَاباة.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب (١٢) - رقم الحديث (٤٠١٨).
(٣) انظر فتح الباري (٨/ ٥٨).
(٤) سورة الأنفال آية (٧٠).

2 / 477