The Guiding Gift to the Tijaniyya Sect
الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية
ایڈیشن نمبر
الثانية
اصناف
الصحيحة المروية بأسانيد معلومة التواتر؛ أو الصحة العالية وإذا قرأت ما تقدم من الرد تبين لك من خلاله فساد تلك الأخبار وبطلانها واضمحلالها.
أما الرد التفصيلي: فسأذكر ما تمس الحاجة إليه ولا أتعرض لما هو واضح البطلان؛ أو تقدم رد مثله؛ وكل ما ذكره واضح البطلان بالنسبة إلى الخاصة؛ أما العامة فيحتاجون إلى زيادة بيان؛ وينحصر ذلك في أمور:
الأول: قوله في الفضيلة الأولى أن النبي ﷺ ضمن له أن يموتوا على الإيمان والإسلام: فيه جهل بالإيمان لأن من مات على الإيمان فلا حاجة إلى ذكر الإسلام بعد الإيمان لأن الإيمان الصحيح يتضمنه ولم يضمن النبي ﷺ الموت على الإيمان لأحد. إلا من أخبر النبي ﷺ أنه من أهل الجنة يلزم أن يموت على الإيمان؛ وفي حديث ابن عباس عند مسلم حين قال عكاشة بن محصن للنبي ﷺ ادع الله أن يجعلني منهم - أي من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب - فقال له أنت منهم قام رجل من أصحابه ﵊ فقال مثلما قال عكاشة فقال النبي ﷺ سبقك بها عكاشة ولم يتجرأ أحد بعده أن يسأل النبي ﷺ؛ لأنه أخبر بصفتهم وهي أنهم لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون. فأنت ترى أن النبي ﷺ علق دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب على أعمال من وفق لها حصل له ذلك. فالتجانيون بزعمهم أفضل من أصحاب رسول الله ﷺ بل المحبون للتجاني المسلمون بما جاء به حسب زعم التجانيين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ولو فعلوا من الذنوب ما فعلوا ولم يشترط عليهم إلا أن يداوموا على محبته الشيخ التجاني وتعظيمه؛ وهذا مضاد لما جاء به رسول الله ﷺ.
الأمر الثاني: نقل صاحب الرماح في الفضيلة الثانية عن شيخه أنه قال: إن اتباعه يخفف الله عنهم سكرات الموت؛ ونقل عنه في الفضيلة الثالثة والثلاثين أنهم لا يذوقون حرارة الموت وهي المعبَّر عنها بسكرات الموت؛ وهذا من أعظم الجهالات فإن النبي ﷺ وهو أفضل خلق الله ذاق سكرات الموت؛ أخرج البخاري عن عائشة ﵂ قالت مات النبي ﷺ بين حاقنتي وذاقنتي فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي ﷺ؛ وأخرج عنها أيضا أنها كانت تقول أن من نعم الله عليَّ أن رسول الله ﷺ توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك فقلت أخذه
1 / 87