المرشد إلى فهم أشعار العرب
المرشد إلى فهم أشعار العرب
ناشر
دار الآثار الإسلامية-وزارة الإعلام الصفاة
ایڈیشن نمبر
الثانية سنة ١٤٠٩ هـ
اشاعت کا سال
١٩٨٩ م
پبلشر کا مقام
الكويت
اصناف
(١) نسب ابن قتيبة هذه القصيدة لواليه ابن الحباب، وقال: "هكذا قال لي الدعلجي، رجل صحب أبا نواس وأخذ عنه، على أن أكثر الناس ينسبون الشعر إلى أبي نواس، ولو لواليه. قاله فيه أ. هـ" قلت يؤيد هذا المزعم مطلع القصيدة "يا شقيق النفس من حكم" فأبو نواس كان ينتسب إلى حكم ويعرف بالحكمي، وكان أيام صباه غلامًا مليحًا، وكان واليه به صبا. ولكن في نسبة القصيدة إلى واليه مع هذا نظر، فبحر القصيدة من مراكب أبي نواس الذلل، وطريقة نظمها هي طريقة النواسي في خمرياته بعينها، وقرأت في أثناء الحيوان للجاحظ ما يفيد أن القصيدة لأبي نواس بلا ريب، إذ يزعم الجاحظ أنه سأل أبا نواس عن تفسير "فاسقني البكر إلخ" فقال: إنه عنى بالبكر الخمر، لأنها مختومة لما تفض. واختمرت: أي لبست الخمار، وهذه إشارة إلى أن الكرم أول ما يخرج من أكمامه يعلوه بياض كالبرس أو كالشيب، هذا والجاحظ أوثق عندنا من دعلجي ابن قتيبة الذي لا نعرفه. قلت بعد أمة، لا يضير الدعلجي ألا نعرفه إذ عرفه ابن قتيبة ولكن أبا عثمان كان أعرف بأبي نواس من أبي محمد، والله أعلم.
1 / 177