63

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

ناشر

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

اصناف

اقتدى بصاحبه ﷺ في الهدى، والعدل، والأمانة، والزهد في الدنيا، والإخلاص لله ﷿ ورسوله ﷺ، وحماية الوحدة الإسلامية. موقف أبي بكر ﵁ من استخلافه: تقدم بيان أن أبا بكر ﵁ لم يحرص على شيء حرصه على وحدة الأمة المحمدية، وقد بين للناس ما رآه الأسلم لبقاء الأمر على ما كان عليه في حياة رسول الله ﷺ، اعترف بفضل الأنصار ﵃، وذكر لهم مكانة قريش بين قبائل العرب، ورشح للخلافة أحد رجلين: عمر بن الخطاب ﵁ ولم يفضُله أحد، ويعلمون جميعا من هو عمر، إنه الرجل الذي أعز الله به الإسلام، ﵁، والآخر أبو عبيدة أمين الأمة ﵁، مكانته معروفة عند المهاجرين والأنصار ﵃، ولم يدعُ أبو بكر إلى نفسه لا من قريب ولا من بعيد، بل لمَّا حصل له ما حصل من البيعة، قال بعد ثلاث: «من يَستَقيلُني بيعتي فأقيله؟» (١)، فلما أيقن ألا مفر له من إرادة الله ﷿، ثم بيعة الصحابة له، علم أنه كُلِّف أمر الأمة المحمدية، ولما تقرر أن يحمل الأمانة صعد المنبر، فجلس دون مجلس رسول الله ﷺ بمرقاة، ثم حمد الله وأثنى عليه وقال: "إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن استقمت فاتبعوني، وإن زغت فقوموني!، لا أقول: إني أفضلكم فضلا، ولكني أفضلكم حملًا، وأثنى على الأنصار خيرًا وقال: إنا وإياكم، معشر الأنصار كما قال القائل: جزى الله عنا جعفرا حين أزلقت ... بنا نعلنا في الواطئين فزلت أبو أن يملونا ولو أن أمنا ... تلاقي الذي يلقون منا لملت" (٢). وأعرف الناس بالرجل أهل بيته، تقول أم المؤمنين عائشة ﵂: "تُوِّفي رسولُ الله، فو الله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضَها، إشرأب النفاق بالمدينة، وارتدت العربُ، فو الله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بحظها وغَنَائها في الإسلام" (٣)، لقوة حجته، واستناده إلى علمه بالكتاب والسنة، وثقته بربه، فما طلب سوى وحدة الأمة المحمدية على الكتاب والسنة، وعزة الإسلام المطلقة،

(١) مختصر تاريخ دمشق (٤/ ٢٩١). (٢) تاريخ اليعقوبي (١/ ١٥٥). (٣) عيون الأخبار (١/ ٢٥٣).

1 / 67