The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
ناشر
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
اصناف
المقدمة
منذ بدء الخلق اقتضت إرادة الله ﷿ أن لا يُعبد سواه، فكانت دعوة الرسل متفقة على توحيد الله ﷿، وعبادته وحده لا شريك له، وعلى هذا أطبقت دعوات الرسل ﵈، فما من رسول إلا دعا أمته إلى توحيد الله ﷿، وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، وقد كان كل نبي يُبعث في قومه خاصة، ولما أراد الله ﷿ أن يكون نبيه محمد ﷺ رسولا إلى الناس كافة، معززًا الدعوة إلى توحيد الله تعالى، وعبادته وحده لا شريك له، أرسله إلى الناس كافة؛ قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ (١)، ولم تكن رسالة نبينا محمد ﷺ قاصرة على بني آدم، بل تشمل الجن قال تعالى: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾ (٢)، وقد ثبت أنه ﷺ اجتمع بالجن ودعاهم إلى الإسلام، فلا يسع أحدا من الجن والإنس سمع به منذ نبوته ﷺ إلى قيام الساعة إلا الإيمان به ومن لم يؤمن به ﷺ ويتبع الحق الذي جاء به كتابا وسنة فهو من الخاسرين، وقد قال الله تعالى في شأن تكليف الجن باتباع نبينا محمد ﷺ: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾ (٣)، قَالَ ابن عباس ﵄: "كَانُوا سَبْعَة من جن نَصِيبين فجعلهم رَسُول الله ﷺ رسلا إِلَى قَومهم" وفي قَوله: فجعلهم رسول الله ﷺ رسلا إِلَى قَومهم دليل على أَنه كَلمهم بعد ذَلك (٤)، وَلهذَا ﴿قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (٥)، وكان سبب صرفهم إليه ﷺ
_________
(١) الآية (٢٨) من سورة سبأ.
(٢) الآيتان (١، ٢) من سورة الجن.
(٣) الآية (٢٩) من سورة الأحقاف ..
(٤) آكام المرجان في أحكام الجان ١/ ٦٩.
(٥) الآيتان (٣٠، ٣١) من سورة الأحقاف.
1 / 7