The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
ناشر
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
اصناف
العداء الشديد، ولم يستثنوا من تكفيرهم، إلا عليا وآل البيت ﵃، ونفرا قليلا: خمسة أو سبعة أو تسعة، ولم يصل إلى العشرين من توغل في الاستثناء، وزعموا أن الصحابة ارتدوا وحبط عملهم، وأعجبهم قول رسول الله ﷺ: «إني لكم فرط على الحوض. فإياي! لا يأتينّ أحدكم فيُذب عني كما يُذب البعير الضال، فأقول فيم هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول سحقا» (١)، ليستشهدوا به على ردة الصحابة صدق الله العظيم، لقول: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا» واستدلالهم باطل؛ لأن الصحابة ﵃ وردت تزكيتهم في الكتاب والسنة، وبإجماع المسلمين أن الصحابة ومنهم الخلفاء لم يرتدوا، ولم يكن فيها إلا نفر قليل، منهم بعض الأعراب الذين كانوا حديثي عهد بالإسلام، فلما توفي رسول الله ﷺ، ارتدوا ومنعوا الزكاة، فقاتلهم على ذلك أبو بكر خليفة رسول الله ﷺ، وعاد أكثرهم إلى الإسلام، وأبلوا في الفتوح بلاء حسنا.
أما الحديث فهو عند عامة المسلمين من العام الذي يراد به الخاص، وما أكثر ذلك في الشريعة الإسلامية، وليس المراد به كل فرد من الناس: الصحابة أو غيرهم، وهم يستدلون بحديث حذيفة أن رسول الله ﷺ قال له: «فإني مسر إليك سرا لا تحدثن به أحدا أبدا، إني نهيت أن أصلي على فلان وفلان»، رهطٌ ذوي عدد من المنافقين، قال: فلما توفي رسول الله ﷺ، واستخلف عمر ﵁، كان إذا مات الرجل من صحابة النبي ﷺ ممن يظن عمر أنه من أولئك الرهط أخذ بيد حذيفة فقاده، فإن مشى معه صلى عليه، وإن انتزع من يده لم يصل عليه، وأمر من يصلي عليه (٢)، واستدلال الرافضة بهذا على تكفير الصحابة باطل لأمرين:
أولا: أن الله ﷿ أخبر نبيه ﷺ في كتابه العزيز بصفات المنافقين، فهو يعرفهم بصفاتهم، وإن كانوا يصحبونه في ظاهر الحال، لكنه يعلم مآلهم فمنهم من تدركه رحمة الله ويتوب ويحسن إسلامه، ومنهم يبقى على نفاقه حتى يدركه الموت على الكفر بالله كما أخبره الله ﷿ بذلك: فقال: ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ
(١) البخاري، ومسلم، وهذا لفظ مسلم حديث (٣٤٥٠). (٢) أخرجه البيهقي وغير مرسلا وموصولا.
1 / 172