144

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

ناشر

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

اصناف

أكلهم إلى الله ولا أقاتلهم؛ فإن ذلك أعظم لحجتي عليهم" وقال ﵁: "أعظمكم عني غناءً رجل كف يده وسلاحه" وقال أبو هريرة ﵁: "كنت في الدار يوم قتل عثمان فسمعته يقول: عزمت على من رأى لنا عليه سمعا وطاعة أن يلقي سلاحه، فألقى القوم أسلحتهم إلا مروان فإنه قال: وأنا أعزم على نفسي ألا ألقي سلاحي، قال: وكان شجاعا، قال أبو هريرة ﵁: فألقيت سيفي فلا أدري من أخذه" (١). وبعض الصحابة الذين لم يقفوا مع عثمان كان هاجسهم الخوف من الفتنة، فكان القادمون من مصر والكوفة والبصرة بغاة لهم مآرب أفسدت ذات البين، وشرذمة الأمة، وتجلى خطر الخوارج بعد التحكيم فيما بين علي ومعاوية ﵄، ولو طلبوا الحق ولم يكن لهم مآرب غير مشروعة لما قتل عثمان ﵁. فتنة الخروج: لم تكن هذه الفتنة غائبة عن رسول الله ﷺ فقد أُطلع على وقوعها وحذر منها ﷺ، قال مُرة البهزي: بينما نحن مع رسول الله ﷺ ذات يوم في طريق من طرق المدينة فقال: «كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الارض كأنها صياصي (٢) بقر؟» قالوا: فنصنع ماذا يا نبي الله؟ قال: «عليكم بهذا وأصحابه» قال: فأسرعت حتى عطفت على الرجل، فقلت: هذا يا نبي الله؟، قال: «هذا» فإذا هو عثمان (٣)، هذه الرواية تشير إلى أن عثمان على الحق، وأنه شهيد بسببها، فقد صعد رسول الله ﷺ أحدا، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان ﵃، فرجف بهم، فقال رسول الله ﷺ: «أثبت أحد فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان» (٤)، وكما استشهد عمر ﵁ بطعنة من الحقد المجوسي، فسيكون ذلك لعثمان ﵁، فإن الخوارج له بالمرصاد وقدر الله نافذ، كما في حديث حذيفة ﵁ قال: «كان الناس يسألون

(١) أنساب الأشراف للبلاذري ٥/ ٥٦٣. (٢) يعني قرونها وإنما سميت صياصي لأنها حصونها التي تحصن بها من عدوها. غريب الحديث للقاسم بن سلام ٢/ ٨٤. (٣) مصنف ابن أبي شيبة ٨/ ٥٨٣. (٤) البخاري حديث (٣٦٧٥).

1 / 148