32

The Grammarians' Melodies for Readers

تلحين النحويين للقراء

ناشر

مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٦ ه

اصناف

وحينما عدد أبو حيّان مذاهب النحاة في جواز العطف على الضمير المخفوض دون إعادة الخافض قال: (والذي نختاره، أنه يجوز ذلك في الكلام مطلقًا، لأن السماع يعضده، والقياس يقويه، أما السماع فما روي من قول العرب: (ما فيها غيره وفرسه)، بجر الفرس، عطفًا على الضمير في (غيره) والتقدير: (ما فيها غيره، وغير فرسه) (١) . مثال (٣): قال تعالى: (أمن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (٢) . قرأ نافع وابن كثير وحمزة بتخفيف الميم (أمن)، وقرأ الباقون بالتشديد (٣) . * التلحين: ضعّف هذه القراءة ولحّن من قرأ بها: أبو الحسن الأخفش، فقال: (القراءة بالتخفيف ضعيفة) (٤)، وضعفها كذلك أبو حاتم (٥) . الرد: هذ القراءة - كما هو معلوم - متواترة، رويت عن كبار القراء، إلا أنه لحّنها بعض النحويين - كما ترى - ولو تتبعنا وجوهها في العربية، لرأينا مسوغاتها اللغوية بيّنة. فالألف يجوز أن تكون للنداء، ويجوز أن تكون للاستفهام، إن أضمر معادل. قال الفراء: الهمزة للنداء، كأنه قيل: يا من هو قانت، ويكون قوله: قل، خطابًا له (٦) .

(١) البحر المحيط ٢ / ١٤٧، وينظر: نظرية النحو القرآني /٧٦ - ٧٧. (٢) سورة الزمر / ٩ (٣) التيسير / ١٨٩، والكشف عن وجوه القراءات السبع ١ / ٢٣٧، والموضح في وجوه القراءات ١ / ١١١٢، والنشر في القراءات العشر ٢ / ٣٦٢، والوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع / ٣٥٣ (٤) ينظر البحر المحيط ٩ / ١٨٩ (٥) ينظر المصدر السابق ٩ / ١٨٩ (٦) البحر المحيط ٩ / ١٨٨

1 / 32