The Fundamentals of the People of the Sunnah and the Community
أصول أهل السنة والجماعة
اصناف
فوائد الإيمان بالقدر
من فوائده الإيمان بالقدر: أنه من تمام الإيمان ولا يتم الإيمان إلا به.
ومن فوائده كذلك: أنه من تمام الإيمان بالربوبية، وهي من خصائص الله ﷿، أن الله تعالى إله واحد لا رب سواه؛ لأن قدر الله تعالى من أفعاله، وأفعال الله تعالى في سلطان ربوبيته، وإذا آمن الإنسان بالقدر رد أموره كلها إلى ربه؛ لأنه إذا علم أن كل شيء بقضاء الله تعالى وقدره فإنه سيرجع إلى الله تعالى في كل شيء من حياته؛ ليدفع الضراء ويرفعها، ويجلب السراء ويعرف أنها من فضل الله ﷿.
الفائدة الرابعة من فوائد الإيمان بالقدر: أن الإنسان يعرف قدر نفسه، ولا يفخر إذا فعل الخير؛ لعلمه أن الله تعالى هو الذي وفقه إلى فعل الخير، فيكون المتفضل والمنعم على الحقيقة بهذه الطاعة أو بهذه النعمة أو بهذا الإحسان هو الله ﷿.
الفائدة الخامسة: إذا آمن المرء بقضاء الله وقدره هانت عليه المصائب التي تنزل عليه؛ لعلمه أن ذلك من عند الله، وأنه ما من مصيبة ولا ألم ولا وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها ابن آدم -أي: المسلم- إلا كفر الله ﷿ عنه بها خطاياه، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ [التغابن:١١]، أي: ومن يؤمن أن كل شيء من عند الله هدأ قلبه واطمأن، فيرضى ويسلم.
سادسًا: إضافة النعم إلى مسديها، وكثير من الناس يغلط في ذلك غلطًا فاحشًا، إذا أسدى إليك إنسان معروفًا نسبت الفضل إليه هو، مع أن المتفضل بهذا المعروف وهذا الإحسان هو الله ﷿، وهذا العبد سبب جعله الله ﷿ في عباده لمباشرة الإحسان، كما قال النبي ﵊: (دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض)، فالرازق الحقيقي هو الله ﷿، وجريان الرزق على يد فلان ما هو إلا سبب من الأسباب الشرعية التي هيأها الله ﷿ في الكون.
سابعًا: أن الإنسان يعرف بالإيمان بالقدر حكمة الله ﷿؛ لأنه إذا نظر في هذا الكون وما يحدث فيه من تغييرات باهرة عرف حكمة الله ﷿، بخلاف من نسي القضاء والقدر، فإنه لا يستفيد هذه الفائدة.
6 / 4