193

The Fundamentals of Da'wah - Al-Madinah University

أصول الدعوة - جامعة المدينة

ناشر

جامعة المدينة العالمية

اصناف

تعبدون من دونه هذه الأنداد، وأن تؤمنوا بي وتصدقوا بي وتمنعوني حتى أبلِّغ رسالة ربي» وكان ﷺ لا يسمع بقادم إلى مكة من العرب له اسمٌ وشرف إلا تصدَّى له، فدعاه إلى الله وعرض عليه ما عنده، ولم يكتفِ ﷺ بأهل مكة ومن كان يأتيها، وإنما ذهب إلى خارجها، ذهب إلى الطائف يدعو أهلها، والقصة في ذلك مشهورة. والذي يدقق النظر في القرآن الكريم يجد أن الله تعالى جعل الناس جميعًا ثلاثة أقسام: مؤمنين وكافرين ومنافقين، وأن الكافرين أقسامٌ: أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى، ومشركون وهم العرب الأمّيُّون، وقد جمع الله تعالى بين أهل الكتاب والمشركين في أكثر من آية، فقال ﷿: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ (البينة: ١) وحكم عليهم جميعًا بالخلود في النار إذا لم يؤمنوا فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ (البينة: ٦)، وأمر النبي ﷺ أن يدعوهم جميعًا إلى الإسلام، فقال ﷿: ﴿فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (آل عمران: ٢٠)، وقد أمر الله تعالى الناس جميعًا بعبادته فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: ٢١، ٢٢) فكل إنسان بالغ عاقل ذكرًا كان أو أنثى مكلف بعبادة الله بما جاء به رسول الله ﷺ، والذي يدقّق النظر في القرآن الكريم يجد أن كل صنفٍ من الأصناف التي ذكرناها أخذ مساحةً واسعةً من القرآن في الحوار والجدال بالتي هي أحسن والدعوة إلى الإيمان بالله وبمحمد رسول الله ﷺ.

1 / 213