298

The Foundations of Attaining God Almighty

أصول الوصول إلى الله تعالى

ناشر

المكتبة التوفيقية

ایڈیشن

الثانية

پبلشر کا مقام

القاهرة

اصناف

حسابك فى الاخرة فانتبه .. انتبه قبل أن تذهب إلى هناك فلا تجد شيئا يسرك.
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: أخذ رسول الله ﷺ بمنكبى فقال: " كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ". وكان ابن عمر رضى الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" [أخرجه البخاري].
قال الإمام النووى ﵀:
(قوله ﷺ: " كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "، أى: لا تركن إليها، ولا تتخذها وطنا، ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها، ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق به الغريب فى غير وطنه الذى يريد الذهاب منه إلى أهله.
وهذا معنى قول سلمان الفارسى رضى الله عنه: أمرنى خليلى ﷺ ألا تتخذ من الدنيا إلا كمتاع الراكب.
ترجو البقاء بدار لا بقاء لها ... وهل سمعت بظل غير منتقل
" ومن حياتك لموتك ": أمره بتقديم الزاد، وهذا كقوله - تعالى -:" وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ " (الحشر: ١٨) ولا يفرط فيها حتى يدركه الموت فيقول: " رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ " ... (المؤمنون: ٩٩ - ١٠٠)، وقال الغزالى - رحمه الله تعالى -: " ابن آدم بدنه معه كالشبكة يكتسب بها الأعمال الصالحة، فإذا اكتسب خيرا ثم مات كفاه، ولم

1 / 310