The Foundations of Attaining God Almighty
أصول الوصول إلى الله تعالى
ناشر
المكتبة التوفيقية
ایڈیشن نمبر
الثانية
پبلشر کا مقام
القاهرة
اصناف
لا تخفى عليه خافية فى أقطار مملكته، عالما بما فى نفوس عبيده، مطلعا على أسرارهم وعلانيتهم، منفردا بتدبير المملكة، يسمع ويرى، ويعطى ويمنع ويثيب ويعاقب. ويكرم ويهين، ويخلق ويرزق ويميت، ويقدر ويقضى ويدبر. الامور نازلة من عنده، دقيقها وجليلها، وصاعدة إليه لا تتحرك فى الكون ذرة الا بإذنه، ولا تسقط ورقة الا بعلمه.
فتأمل كيف تجده يثنى على نفسه ويمجد نفسه، ويحمد نفسه، وينصح عباده، ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم ويرغبهم فيه، ويحذرهم مما فيه هلاكهم، ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته، ويتحبب إليهم بنعمه والآئه. فيذكرهم بنعمه عليهم ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها، ويحذرهم من نقمه ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه، وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه .. ويخبرهم بصنعه فى أوليائه وأعدائه وكيف كان عاقبة هؤلاء وهؤلاء.
ويثنى على أوليائه بصالح أعمالهم وأحسن أوصافهم، ويذم أعداءه بسيىء أعمالهم وقبيح صفاتهم، ويضرب الامثال وينوع الادلة والبراهين، ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الاجوبة، ويصدق الصادق ويكذب الكاذب، ويقول الحق ويهدى السبيل.
ويدعو إلى دار السلام، ويذكر أوصافها وحسنها ونعيمها، ويحذر من دار البوار ويذكر عذابها وقبحها وآلامها، ويذكر عباده فقرهم إليه وشدة حاجتهم إليه من كل وجه، وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين، ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات، وأنه الغنى بنفسه عن كل ما سواه، وكل
1 / 233