The Forty Creedal Principles
الأربعون العقدية
ناشر
دار الآثار
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
٢٠٢١ م
پبلشر کا مقام
مصر
اصناف
من هذا العالَم، وخلقه بَعْدَ العرش كما دلت عليه النصوص، وهو قول جمهور السلف". (^١)
** وهذا هو الراجح -والله أعلم-، أن العرش أولُ المخلوقات.
** الرد على أدلة القول الأول:
ما استدلوا به من قوله ﷺ «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ: الْقَلَمُ...»؛
فهذه الأولية لها توجيهانِ: إمّا أن تُحمل على الأولية النِّسْبيّة، أوتحمل على الأولية الظَّرْفِيّة:
أ) أما الأولية النسبية:
فهى ليست أولية مطلَقة، والمعنى: أن القلم ليس هو أول المخلوقات على الإطلاق، بل هو أول المخلوقات بالنسبة إلى ما عَدا العرش.
قال شيخ الإسلام:
"وهو -أي: القلمُ- أولُ ما خلق من هذا العالَم، وخلقه بعد العرش كما دلت عليه النصوص، وهو قول جمهور السلف". (^٢)
ب) الأولية الظرفية:
والمعنى: أن الأولية إنما هي راجعة إلى الكتابة لا إلى الخَلْق، فيكون المعنى: أنه عند أَوَّلِ خَلْقِ القلمِ قِيلَ له: «اكتُبْ ما هو كائنٌ...».
-- ولذلك نظائرُ في الشرع واللغة:
أما في الشرع:
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ﵁ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ المَدِينَةَ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ: أَنْ قَالَ:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ». (^٣)
فقوله ﵁: "وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ: أَنْ قَالَ... " أي: أول كلامه بالمدينة، وليس -بالطَّبْعِ- أولَ كلامه على الإطلاق.
* وأما في اللغة:
إذا قال عمرو: "أَوَّلَ ما رأيتُ زيدًا أطعمتُه"، فهل معنى ذلك أنه رآه
(^١) مجموع الفتاوى (١٨/ ٢١٣). (^٢) مجموع الفتاوى (١٨/ ٢١٣)، وقد نص على مثله ابنُ كثير كما في البداية والنهاية (١/ ١٣). وانظرتوضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح النونية (١/ ٣٧٧). (^٣) أخرجه أحمد (٢٣٨٣٥) والترمذي (٢٤٨٥)، وانظر صَحِيح الْجَامِع (٧٨٦٥).
1 / 114