The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
ناشر
مطبعة سفير
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
الحديث متصلًا أن سبب موته ﷺ هو السم، فعن أبي سلمة قال: كان رسول اللَّه ﷺ يقبل الهدية، ولا يأكل الصدقة، فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمَّتها (١)، فأكل رسول اللَّه ﷺ منها، وأكل القوم، فقال: «ارفعوا أيديكم، فإنها أخبرتني أنها مسمومة»، فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: «ما حملك على الذي صنعت»؟ قالت: إن كنت نبيًّا لم يضرّك الذي صنعت، وإن كنت ملكًا أرحت الناس منك «فأمر بها رسول اللَّه ﷺ فقتلت»، ثم قال في وجعه الذي مات فيه: «ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان انقطاع أبهري» (٢)، وقالت أم بشر للنبي ﷺ في مرضه الذي مات فيه: ما يتهم بك يا رسول اللَّه؟ فإني لا أتهم بابني إلا الشاة المسمومة التي أكل معك بخيبر، وقال النبي ﷺ: «وأنا لا أتهم بنفسي إلا ذلك، فهذا أوان انقطاع أبهري» (٣).
وقد جزم ابن كثير رحمه اللَّه تعالى أن النبي ﷺ مات شهيدًا (٤)، ونقل: «وإن كان المسلمون ليرون أن رسول اللَّه ﷺ مات شهيدًا مع
_________
(١) سمتها: جعلت فيها سمًا.
(٢) أبو داود، برقم ٤٥١٢، وقال الألباني: حسن صحيح. انظر: صحيح سنن أبي داود، ٣/ ٨٥٥.
(٣) أبو داود، برقم ٤٥١٣، وصحح إسناده الألباني. انظر: صحيح سنن أبي داود، ٣/ ٨٥٥.
(٤) انظر: البداية والنهاية، ٤/ ٢١٠، و٢١١، و٤/ ٢١٠ - ٢١٢، و٥/ ٢٢٣ - ٢٤٤.
1 / 70