فهمها على حد فهم السلف الصالح ﵏، ومن أطلع على ما حققه في صحيحه في كتاب التوحيد وكتاب الدعوات وغيره في مسائل هذا الباب يدرك أنه من الأئمة المدافعين عن منهج السلف الصالح الذي يجهله كثير من المتأخرين مع ثنائهم العاطر على السلف الصالح، يعرفونهم ويجهلون منهجهم، إنه تناقض غريب، (والله المستعان) .
قال سعيد بن عامر١: "الجهمية أشر قولًا من اليهود والنصارى، وقد أجمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان على أن الله ﵎ على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء".
جـ- الإمام عثمان بن سعيد الدارمي:
وهو ذلك الأديب الفقيه والمحدث المعروف، وقد أخذ الحديث عن أئمة كالجبال في علوم الحديث مثل يحيى بن معين، وعلي بن المديني وأمثالهما.
ويقول بعض من ترجم له إنه أخذ من شيوخ لا يعدون كثرة، وقد توفي هذا الإمام الفذ في بابه في سنة ٢٨٠هـ ودفن ببلدة (هراة) ٢، وقد ألف الإمام الدارمي كتابًا في الرد على الجهمية وصفه بعض أهل العلم بأنه من أقوى ما كتب في هذا الباب أسلوبًا ومن أمتنها حجة. ويكفي فخرًا لهذا الإمام، أن الإمام ابن تيمية كان يوصي بقراءة كتابين من كتبه وهما:
١- كتاب الرد على الجهمية.
٢- كتاب النقض على بشر المريسي.
ويصفهما بأنهما من أجل الكتب المصنفة في السنة، وأنفعها لكل