The Desire for Reading and Seeking Knowledge
المشوق إلى القراءة وطلب العلم
ناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الثانية؛ ١٤٢٢ هـ
اصناف
* مع الكتب حتى في الجنَّة
ذكر ابنُ رجب في «ذيل الطبقات» (١) عن ابنِ الجوزي أنه قال عن الإمام أبي العلاء الهَمَذَاني الحافظ ت (٥٦٩): «بلغني أنه رُئيَ في المنام في مدينةٍ جميع جدرانها من الكتب، وحوله كتب لا تُحَدّ وهو مُشْتَغل بمطالعتها. فقيل له: ما هذه الكتب؟! قال: سألتُ الله أن يُشغلني بما كنتُ أشتغل به في الدنيا، فأعطاني» .
ومما يدلك على عظيم شَغَفه بالكتب، وبذله في تحصيلها كلَّ نفيس حتى داره التي يسكنها!! ما في كتاب ابن رجب عن الإمام طلحة العَلْثي قال: «بِيْعت كتبُ ابنِ الجواليقي في بغداد، فحضرها الحافظُ أبو العلاْ الهَمَذَاني، فنادَوا على قطعةٍ منها: ستين دينارًا، فاشتراها الحافظ أبو العلاء بستين دينارًا، والإنظار من يوم الخميس إلى يوم الخميس.
فخرج الحافظ، واستقبل طريقَ هَمَذَان، فوصل، فنادى على دارٍ له، فبلغت ستين دينارًا. فقال: بيعوا. قالوا: تبلغ أكثر من ذلك. قال: بيعوا. فباعوا الدار بستين دينارًا فقَبَضَها، ثم رجع إلى بغداد. فدخلها يوم الخميس، فوفَّى ثمنَ الكتب، ولم يشعر أحدٌ بحالِهِ إلا بعد مُدَّة» اهـ.
ومما يُؤثر -أيضًا- في بيع العلماء بيوتهم من أجل شراء الكتب، ما ذكره ابن رجبٍ -أيضًا- في «ذيل الطبقات» (٢) في ترجمة العلامة النحوي عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشَّاب ت (٥٦٧) عن ابنِ النجار قال:
_________
(١) (١/ ٣٢٨)، ووقع فيه: «الهمداني» بالدال المهملة، وهو خطأ.
(٢) (١/ ٣١٩) .
1 / 57