The Desire for Reading and Seeking Knowledge
المشوق إلى القراءة وطلب العلم
ناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الثانية؛ ١٤٢٢ هـ
اصناف
حِرْصٍ على العلم، فاقتفوا أثره، وضربوا أمثلة نادرة في الحرص عليه والتفاني من أجله.
فهذا عبد الله بن مسعود ﵁ كان إذا تلى قولَه تعالى: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) قال: «اللهم زِدْني عِلْمًا وإيمانًا ويقينًا» (١) .
وقد بلغ ﵁ من شِدَّة اجتهاده وطلبه أن قال: «والله الذي لا إله غيره، ما أُنزلت سورةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آيةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أُنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلمَ مني بكتاب الله تبلُغُه الإبل لركبتُ إليه» (٢) .
وهذا أبو هريرة ﵁ حافظ الصحابة يصفه ﷺ بالحرص على العلم، فقد عَقَد البخاريُّ في «صحيحه» (٣): (بابٌ الحرصُ على الحديث) وذكر فيه حديثَ أبي هريرة ﵁ وسؤاله النبي ﷺ عن أسْعد الناس بشفاعته؟ وقوله له: «لقد ظننتُ يا أبا هريرةَ أن لا يسألني عن هذا الحديثِ أحدٌ أوَّلَ منكَ، لِمَا رأيتُ من حِرْصِكَ على الحديثِ ...» .
قال البدر العيني في «عمدة القاري» (٤): «فيه الحرص على العلموالخير، فإن الحريص يبلغ بحرصه إلى البحث عن الغوامض ودقيق المعاني، لأن الظواهر يستوي الناسُ في السؤال عنها، لاعتراضها
_________
(١) أخرجه سعيد بن منصور، وعَبْد بن حُميد كما في «الدر المنثور»: (٤/ ٥٥٣) .
(٢) أخرجه البخاري رقم (٥٠٠٢)، ومسلم رقم (٢٤٦٣) .
(٣) «الفتح»: (١/ ٢٣٣) .
(٤) (٢/ ١٢٨) .
1 / 18