خوارق غيّرت أحوال أمتنا ... عجائب طبقت راجت بتزيين
لا يرتجى الخير من شر ولو كثرت ... فيه الأقاويل من مدح وتهوين
وشاشة دمرت ما لا تُدمره ... أمراض سُلّ وأمراض الطواعين
سهامها سُددت للدين تجعله ... مهازلًا مضحكات كل مفتون
ويعكف القلب ساعات مطولة ... على الغناء وحكم بالقوانين
كذا الإباحية النكراء ديدنهم ... وصاحب العقل من جنس المجانين
ويُعرض الشر مقبولًا وحُقّ له ... فالقلب بات بلا حصن وتحصين
مُسيّب مهمل من شاء يدخله ... وإنما خرْزه قُفْل الشياطين
من عطل القلب عن ذل لخالقه ... فإنه دائب يسعى لسجَين
من عطل القلب عن حب لمالكه ... فإنه للهوى ينقاد بالهون
وفطرة القلب بالتغيير فاسدة ... وأصلها صالح لم يرض بالدون
وإنما جاءها التغيير تربية ... وما عسى شاشة تبقي من الدين!
كم من عفيف أطلق بصره في الشاشات، فرأى ما استخفه من ألوان الضلالات، وقد كان في عافية لولا عظم الفتنة، وشدة المحنة، ولولا تهوين من يهونون العظيم، ويصغرون شأن الجسيم، اتباعًا لأهوائهم ليضل بهم أشباههم وأمثالهم، أمر الإله بغض البصر، حفظًا للعبد من الضرر، وإبعادًا له من مكامن الخطر.