197

The Critique and Clarification in Dispelling the Illusions of Khuzayran

النقد والبيان في دفع أوهام خزيران

ناشر

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

پبلشر کا مقام

فلسطين

اصناف

والقائل: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (١)، وفي رواية: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» (٢)؛ يعني: لكونه من المبتدعة، القائل في حقِّهم: «أصحاب البدع كلاب النار» (٣)،

(١) مضى تخريجه.
(٢) مضى تخريجه.
(٣) يريد حديث أبي أمامة، قال أبو غالب -واسمه: حَزوَّر-: «كنت بالشام، فبعث المهلَّب سبعين رأسًا من الخوارج، فنُصِبوا على درج دمشق، وكنت على ظهر بيت لي، فمرَّ أبو أمامة، فنزلت فاتَّبعته، فلما وقف عليهم، دمعت عيناه، وقال: سبحان الله! ما يصنع الشيطان ببني آدم -قالها ثلاثًا-، كلاب جهنم، كلاب جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء ... -ثلاث مرات-، خير قتلى مَن قتلوه، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه.
ثم التفت إليَّ، فقال: يا أبا غالب! إنك بأرض هم بها كثير، فأعاذك الله منهم.
قلت: رأيتك بكيت حين رأيتهم؟
قال: بكيتُ رحمة حين رأيتهم كانوا من أهل الإسلام! هل تقرأ سورة آل عمران؟
قلت: نعم.
فقرأ: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ...﴾ حتى بلغ: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٧]، وإن هؤلاء كان في قلوبهم زيغٌ، فزيغ بهم.
ثم قرأ: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ...﴾ إلى قوله: ﴿فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٥-١٠٧] .
قلتُ: هم هؤلاء يا أبا أمامة؟
= ... قال: نعم.
قلتُ: من قِبَلِك تقول أو شيءٌ سمعته من النبي ﷺ؟
قال: إني إذن لجريء، بل سمعتُه من رسول الله ﷺ، لا مرة، ولا مرتين ... حتى عد سبعًا.
ثم قال: إنَّ بني إسرائيل تفرَّقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة تزيد عليها فرقة، كلها في النار؛ إلا السواد الأعظم.
قلت: يا أبا أمامة! ألا ترى ما يفعلون؟
قال: ﴿عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ﴾ الآية [النور: ٥٤]» .
وفي رواية قال: «قال: ألا ترى ما فيه السواد الأعظم -وذلك في أول خلافة عبد الملك والقتل يومئذ ظاهر-؟ قال: ﴿عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ﴾ [النور: ٥٤]» .
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (١٥/٣٠٧-٣٠٨)، وعبد الرزاق في «المصنف» (١٨٦٦٣)، والحميدي في «المسند» (٩٠٨)، والطيالسي في «المسند» (رقم ١١٣٦)، وأحمد في «المسند» (٥/٢٥٣، ٢٥٦)، والترمذي في «الجامع» (رقم ٣٠٠٠)، وابن ماجه في «السنن» (رقم ١٧٦)، والطبراني في «الكبير» (١٥/٣٢٧-٣٢٨، ٣٢٨ رقم ٨٠٣٣-٨٠٣٦، ٨٠٤٩، ٨٠٥٦)، و«الأوسط»، و«الصغير» (٢/١١٧)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (٦/٣٣٨-٣٣٩ رقم ٢٥١٩)، وابن أبي عاصم في «السنة» (رقم ٦٨)، وابن نصر في «السنة» (ص ١٦-١٧)، وابن أبي حاتم في «التفسير» (٥/١٤٢٩ رقم ٨١٥٠)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٨/١٨٨)، واللالكائي في «السنة» (١٥١، ١٥٢)، والآجري في «الشريعة» (ص ٣٥، ٣٦)، وابن الجوزي في «الواهيات» (١/١٦٣ رقم ٢٦٢)، وابن المنذر في «التفسير» -كما في «الدر المنثور» (٢/٢٩١) - من طرق عن أبي غالب به، بألفاظ متقاربة، وبعضهم اختصره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن» .
قلت: أبو غالب البصري حزوّر البصري، صاحب أبي أمامة، ضعيف، يعتبر به في الشواهد والمتابعات، وقد تابعه:
* صفوان بن سُلَيم -وهو ثقة-، عند أحمد في «المسند» (٥/٢٦٩)، وابنه عبد الله في «السنة» (رقم ١٥٤٦)، وسنده صحيح
* سيار الأموي -وثقه ابن حبان (٤/٣٣٥) (في التابعين) وأعاده! (٦/٤٢٣) في (أتباع التابعين)، وفي «التقريب»: «صدوق» -، ومن منهجه في مثله قوله: مقبول -عند أحمد في «المسند» (٥/٢٥٠) -أيضًا-. ولقوله: «شر قتلى ...»، «كلاب أهل النار» شاهد من حديث عبد الله بن أبي أوفى. انظر: «مسند عبد الله بن أبي أوفى» لابن صاعد (رقم ٣٩، ٤٠)، و«الحنائيات» (رقم ٢٢٥) وتعليقي عليه، ففيه التخريج مطولًا.

1 / 197